يعتبرها المراقبون اشرس امرأة عرفتها الساحة السياسية في قرغيزستان. فروزا أتونباييفا والتي قادت المعارضة مؤخرا واطاحت بالرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف لتحتل منصبه بصفة مؤقتة ، هي ايضا قائدة ثورتين غيرتا تاريخ هذا البلد الأسيوي. والذي كان جزءا من الامبراطورية السوفيتية السابقة. صعدت نجومية اتونباييفا في عهد الاتحاد السوفياتي، وشغلت مناصب مهمة رغم ان دور المرأة كان ومازال ضئيلا في قيرغيزيا. توصف روزا بأنها سيدة صلبة، علي الرغم من نبرتها الهادئة في الحديث، كما تعرف بالاعتدال في آرائها السياسية. قادت الانقلاب الاخير احتجاجا علي فساد الرئيس القرغيزي والذي رأت انه لا يختلف كثيرا عن سابقه عسكر عكاييف الذي تم خلعه ايضا عام 2005. وقالت ان الرئيسان قادا البلاد الي حافة الهاوية بعد ان سرقوا خيراته وعرضوه للانهيار سياسيا واقتصاديا. ودعت أوتونباييفا، التي دفعت بها ثاني ثورة شعبية تحدث في قرغيزستان خلال خمس سنوات إلي موقع السلطة، وشغلت منصب وزيرة الخارجية، الي محاكمة باكييف ومحاسبته علي كل ما احدثه من خلل وتجاوزات اثناء حكمه. ويعتقد المحللون ان اوتونباييفا التي تلقت تعليمها في موسكو من المتوقع أن تجد قبولا سريعا في روسيا والغرب علي حد سواء. ومن المرجح أن تحظي ايضا بمساندة من الولاياتالمتحدة ، خاصة بعد أن وعدت بأن مركز المرور الأمريكي في قاعدة ماناس الجوية والذي يعتبر محورا مهما للحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، سوف يظل مفتوحا. وعن رؤيتها لمستقبل قرغيزستان تري اوتونباييفا ان بلدها مازالت تركيبته الاجتماعية والسياسية قائمة علي موروث الماضي، حيث يعتمد علي نظام العشيرة وينتشر فيه اوكار المافيا. ومع ذلك فإن اوتونباييفا تؤمن بإمكانية تغير التركيبة السياسية لقرغيزيا وتحويلها الي دولة عصرية، وتطمع في مساندة الدول الكبري لحكومتها في احراز ذلك. ولدت اوتنباييفا عام 1950 في مدينة اوش كبري مدن قيرغيزيا الجنوبية ، وكان نشاطها في الحزب الشيوعي بطاقتها لدخول العمل الحكومي والدبلوماسي . في البداية ترأست وفد الاتحاد السوفيتي في اليونسكو ومن ثم عملت في وزارة الخارجية في موسكو. وبعد حصول قيرغيزيا علي الاستقلال احتفظت روزا اوتنباييفا بمنصب نائب لرئيس الوزراء وشغلت مناصب رفيعة المستوي في حكومة الرئيس السابق عسكر عكاييف. اقتصرت اولي تصريحات اتونباييفا بعد تولي منصب الرئيس علي اولويات متطلبات الساعة في الجمهورية التي تقف علي حافة الافلاس، ونفاذ الاحتياطات الاقتصادية، والمهددة بالجوع والبطالة والامراض، وأجلت الخوض في الأحاديث عن القضايا بعيدة الاجل التي تتناول توجهات السياسة الخارجية المقبلة واذا ما كانت سترشح رسميا لمنصب الرئيس. وتدرك اوتنباييفا بتجربتها السياسية خطورة كل هذه الامور، وتعلم ان الطريق امامها مازال محفوف بالصعوبات ، وعلي الرغم من ذلك استطاعت أن تكون مثالا ساطعا لنساء اسيا الوسطي مسلوبات الحقوق، وأعطتهن فرصة المشاركة في تحديد مصير بلادهن وتحقيق حياة افضل لابناء شعوبهن . أماني عبدالرحيم