رسالة السودان: محمد الشرايدي تطلق النتائج المنتظرة للانتخابات السودانية يد الرئيس عمر البشير والمتوقع فوزه بنسب عالية في المضي قدما نحو الاعداد لاستفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان في 6 يناير المقبل. ويخوض البشير هذه المرحلة مع شريكه في الحكم الفريق سلفاكير مارديت النائب الاول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب المنتخب والمرحلة القادمة بعد ان اصبحا وفق النتائج المنتظرة علي المحك. والامتحان الذي يدخلانه معا في يناير المقبل نتيجته سوف تكشف ما تمكنا من تحقيقه. وهل استطاعا الحفاظ علي وحدة السودان. ام يفتحان الباب لانفصال الجنوب؟ والامتحان صعب في ظل مناخ ومزاج جنوبي في الاتجاه نحو الانفصال. وبعض دعاوي شمالية بالتخلي عن الجنوب. وتركه لمصيره مع الشعور بأنه لو انفصل فسوف يعود للشمال مرة اخري بعد عامين. ولكن كل هذا مرهونا بما سيقدمه شريكا الحكم. وهل سيحرصان علي جعل الوحدة خيارا جاذبا كما نصت اتفاقية السلام الموقعة بينهما في عام 2005. القوي السياسية الاخري في السودان تلعب علي اوتار تحقيق مصالحها علي حساب نتائج الانتخابات. وكل الاحزاب بدأت تناور من اجل تحقيق المكاسب. فبدأت بالهجوم علي الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها مقدما. ولكن الاعداء التقليديين أو المختلفين علي خلفية الانتخابات لهم حسابات اخري وهي مبنية علي اساس اما ان تكون لهم مشاركات مهمة في الحكومة الجديدة او يشككون في نتائج الانتخابات والادعاء بالتزوير وتشويه صورة الحكومة والمفوضية القومية للانتخابات امام الرأي العام السوداني أو الراي العام العربي والعالمي. وسوف نري زيارات وحوارات كثيرة حول السودان خلال الساعات القليلة المقبلة بين الداخل والخارج. والقاهرة ستكون القبلة الاولي لتحركات الحزب الحاكم والمعارضة للتشاور وعرض نتائج الانتخابات .كما ستكون القاهرة ايضا المحطة الاهم في الحوار الدائر بين شريكي الحكم لجعل الوحدة خيارا جاذبا. كما سيظل العالم كله راصدا لنتائج اخطر انتخابات علي ارض السودان. وسيظل الشد والجذب بين اراء مركز كارتر الامريكي وجميع المراقبين لهذه الانتخابات سواء من السودانيين او المراقبة الدولية. والجميع يتحدث عن تجربة كبيرة واخطاء ادارية وتنظيمية ولكن الاجماع علي انها خطوة علي طريق الديمقراطية غير مسبوقة في السودان. والسودانيون والمفوضية القومية للانتخابات يقولون العبرة بالنتائج وليس بتصيد الاخطاء. وفي لحظات ترقب اعلان النتائج النهائية لانتخاب الرئيس واكمال باقي نتائج الانتخابات التشريعية والتنفيذية يعيش السودان مشاهد احتفالية حذرة. واحتياطات امنية مشددة وتخوفا من الاندفاع نحو حرب اهلية مبكرة قبيل الوصول الي يناير المقبل. والي ان تدق ساعة المفوضية القومية للانتخابات لاختتام ملامح العرس الديمقراطي السوداني. تجري الان في الكواليس السودانية ترتيبات الاستعداد لمرحلة الوصول الي يناير المقبل واستفتاء تقرير مصير الجنوب.