منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تخفض من توقعاتها بالنسبة لنمو الاقتصاد الألماني    مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع اليوم لمناقشة موضوعي الرهائن واجتياح رفح    طريق الزمالك.. البداية أمام بروكسي.. والإسماعيلي في مسار الوصول لنهائي الكأس    رانجنيك يوجه صدمة كبرى ل بايرن ميونيخ    حبس طالب جامعي تعدى على زميلته داخل كلية الطب في الزقازيق    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث بالطريق الزراعي بالقليوبية    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لاستقبال عيدي القيامة وشم النسيم    الثانوية العامة 2024.. مواصفات امتحان اللغة العربية    بحضور سوسن بدر.. انطلاق البروفة الأخيرة لمهرجان بردية لسينما الومضة بالمركز الثقافي الروسي    «الشيوخ» ينعي رئيس لجنة الطاقة والقوى العاملة بالمجلس    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 48 شخصا    مصير مقعد رئيس لجنة القوى العاملة بالشيوخ بعد وفاته    السيسي: حملات تفتيش على المنشآت لمتابعة الحماية القانونية للعمال    الأهلي والالومنيوم والزمالك مع بروكسي.. تفاصيل قرعة كأس مصر    نجم الأهلي السابق: إمام عاشور أفضل لاعب في مصر    الهجرة تعلن ضوابط الاستفادة من مهلة الشهر بمبادرة سيارات المصريين بالخارج    «القومي للأمومة» يطلق برلمان الطفل المصري لتعليم النشئ تولي القيادة والمسؤولية    وزراة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قوات الجيش على بيرديتشي شرقي أوكرانيا    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    الأرصاد: الأجواء مستقرة ودرجة الحرارة على القاهرة الآن 24    حداد رشيد حول منزله إلى ورشة تصنيع أسلحة نارية    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    ميقاتي: طالبنا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان    بعد طرح فيلم السرب.. ما هو ترتيب الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر؟    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 4.. جد بينو وكراكيري يطاردهما في الفندق المسكون    الإمارات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل يطلق مدينة للروبوتات    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    فيديو وصور.. مريضة قلب تستغيث بمحافظ الجيزة.. و"راشد" يصدر قرارا عاجلا    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «اكتشف غير المكتشف».. إطلاق حملة توعية بضعف عضلة القلب في 13 محافظة    مصدر رفيع المستوى: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة وسط اتصالات مصرية مكثفة    رئيس اتحاد القبائل العربية يكشف أول سكان مدينة السيسي في سيناء    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    كلية الإعلام تكرم الفائزين في استطلاع رأي الجمهور حول دراما رمضان 2024    هل تلوين البيض في شم النسيم حرام.. «الإفتاء» تُجيب    شيخ الأزهر ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    شوبير يكشف مفاجأة عاجلة حول مستجدات الخلاف بين كلوب ومحمد صلاح    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس الوزراء: الحكومة المصرية مهتمة بتوسيع نطاق استثمارات كوريا الجنوبية    سؤال برلماني للحكومة بشأن الآثار الجانبية ل "لقاح كورونا"    أبرزها تناول الفاكهة والخضراوات، نصائح مهمة للحفاظ على الصحة العامة للجسم (فيديو)    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد جامعة القاهرة تقود عملية الإحياء العمراني للعاصمة التاريخية
وزارة الآثار تمول المشروع وكلية الهندسة تتولي تنفيذ الدراسات
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 08 - 2018

خطوة جبارة لربط البحث العلمي بالمجتمع ومشكلاته تقوم بها الآن جامعة القاهرة ممثلة في كلية الهندسة وبالتحديد مركز هندسة الآثار والبيئة تم فيها الاستجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة أن تعمل الابحاث العلمية بالجامعات في المجالات التطبيقية التي تهدف لحل مشكلات المجتمع وتعظيم الاستفادة من إمكاناته حيث تقود الجامعة حاليا مشروعا بحثيا ضخما للإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، وهو المشروع الممول بالكامل من وزارة الآثار ، وأصبح الجميع ينتظر نتائج دراساته الآن ليتم تنفيذها فورا لتغيير شكل القاهرة التاريخية وتعظيم الاستفادة من كل الإمكانات الموجودة بها والتي سننفرد اليوم بالكشف عن ملامحها المختلفة التي تم التوصل إليها، والتي سيتم الإعلان عنها قريبا للبدء في تنفيذها.. وكان قد تم تشكيل فريق عمل بقيادة د. أحمد عوف رئيس مجلس قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بجامعة القاهرة كباحث رئيسي ضم مايزيد علي 40 استشارياً متخصصاً معظمهم من أساتذة هندسة القاهرة وغيرها في مختلف المجالات التي يهتم بدراستها المشروع، بالإضافة إلي أكثر من 100 فني من مختلف الجهات.. ونظرا لأهمية المشروع الذي سيعمل علي تغيير وجه القاهرة التاريخية بناء علي نتائج الدراسات التي سينتهي إليها، فإن كلا من د.خالد العناني وزير الآثار ود.محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة يتابعان يوميا تفاصيل مايحدث علي أرض الواقع في هذا المشروع الضخم انتظارا للنتائج النهائية لدراساته تمهيدا للبدء في تطبيقها فوراً من جانب الأجهزة التنفيذية المختصة وفي مقدمتها وزارة الآثار.
كانت المرحلة الأولي للدراسات في هذا المشروع كما يقول محمد عبد العزيز مدير إدارة القاهرة التاريخية بوزارة الآثار مخصصة لرصد الوضع الراهن في العمران، وموقف المباني الأثرية، والتراث المادي واللا مادي بالقاهرة التاريخية، والطريقة التي يتم بها استغلال الإمكانات التراثية والأثرية للممتلك التراثي العالمي، وقد تم فيها التعرف علي البيانات العمرانية والسكانية والاقتصادية الأساسية لمنطقة الدراسة مثل: أعداد السكان، ونسب التوظيف، وأعداد الوظائف في المجالات المختلفة.
وفي مجال السياحة كان قد تم تحديد وضع القاهرة التاريخية بالنسبة لأعداد السياح في مناطقها المختلفة، ونوع السياحة التي تستقطبها من الجنسيات المختلفة، وكذلك وجود رسوم للزيارة من عدمه، كما تم دراسة أنواع الحرف والصناعات المتوافرة وتوزيعها الجغرافي علي شياخات المنطقة مع تحديد المواد الأولية المتاحة ونوع المنتجات.
أما دراسة البنية الأساسية والطاقة النظيفة والبيئة فقد تم التعرف فيها علي معطيات شبكات البنية الأساسية، ونوع البيئة الطبيعية، والمصادر البيئية المتاحة، ونوع المخاطر التي تتعرض لها المنطقة.
وفي مجال الإدارة والشراكة تم التعرف أيضا علي التكوين الإداري الحالي لكل الجهات ذات الصلة بالقاهرة التاريخية والتي تنتمي لوزارات متعددة، بالإضافة إلي محافظة القاهرة المسئولة عن كل أعمال التنفيذ وكذا وزارة الآثار ممثل الدولة في منظمة اليونسكو، وجهاز التنسيق الحضاري الممثل لوزارة الثقافة والمسئول عن تحديد المناطق ذات القيمة واشتراطات التنمية والبناء بها، كما تم في هذا الجزء تحديث الخرائط المتاحة عن القاهرة التاريخية وربطها بخرائط تصوير الأقمار الصناعية، وقد أفادت دراسات المرحلة الأولي بأن القاهرة التاريخية كممتلك تراثي عالمي بها إمكانات ضخمة تعتمد علي 603 آثار وعدد كبير من المباني التراثية، وعدد أكبر من الحرف والصناعات التي توفر وظائف للسكان المحليين ومن خارج المنطقة، إلا أن قيمتها السياحية محدودة للغاية إن لم تكن معدومة ولا تجذب أي أعداد مناسبة من الزوار.
الدراسات الجديدة
• وماذا عن المرحلة الثانية لهذه الدراسات والتي تتم الآن ؟
يكشف د.أحمد صلاح الدين عوف الباحث الرئيسي في هذا المشروع عن تفاصيل المرحلة الثانية للدراسة التي تتم الآن والتي سيستغرق تنفيذها عدة شهور، حيث سيقوم فريق العمل فيها بالتعمق في كثير من تفاصيل السكان والاقتصاد والعمران بالقاهرة التاريخية، وإمكانات إعادة التأهيل للمباني والنسيج العمراني، والتركيز علي فكرة التنمية المستدامة، وكيفية توظيف إمكانات المنطقة لخدمة السكان المحليين، واجتذاب الزوار المحليين والسياح العالميين، لأن هدف الجزء الثاني الحالي من هذه الدراسات التي تتم الآن من المرحلة الثانية هو فهم البيانات واستخلاص الإمكانات والفرص التي يمكن استعمالها لتوجيه عملية التنمية المستدامة دون التعدي علي جوانب الحفاظ علي التراث، وكذلك تنمية المناطق التي تحتضن تاريخ العمران، لذلك ركزت هذه المرحلة علي التحليل والاستدلال من البيانات والتأكد من عدم تكرار ما تم في الدراسات السابقة، واستفادة كل خبير أو استشاري من كل الدراسات المقدمة في البنود الأخري.
603 آثار يجهلها الكثيرون
ويضيف د.أحمد عوف أن دراسات الاقتصاد والأسواق الشعبية والسياحة والحرف والصناعات في هذا المشروع قد اكتسبت أهمية إضافية بالإضافة إلي دراسات المباني الأثرية والتراثية ومناهج إعادة توظيف النسيج العمراني القائم بالقاهرة التاريخية، وكذلك التراث العمراني في استعمالات معاصرة لتحقيق التنمية بها، وتوفير الوظائف للسكان، وجذب الاستثمارات المحلية ومن خارج القاهرة التاريخية، خاصة إذا علمنا أن القاهرة التاريخية تحتوي علي 603 معالم أثرية بخلاف المباني التراثية مما يجعل فكرة الترميم ثم ترك المباني مغلقه في منتهي الخطورة علي حيوية المجتمع المحلي واستدامة العمران الذي يتدهور بإبعاد عدد كبير من المباني من عمليات التنمية.
وأوضح الباحث الرئيسي: أن الفلسفة التي يتبناها المشروع للتعامل مع المباني الأثرية والتراثية والنسيج العمراني المحيط بها هي الاهتمام بأعمال الترميم والحفاظ وإعادة التأهيل للمباني التراثية ثم إعادة توظيفها لاستخدامات جديدة، بحيث يمكن من خلالها توفير خدمات مجتمعية أو خدمات للزوار أو فرص إستثمارية تساهم في التنمية المستدامة للمجتمع المحلي، واستناداً إلي أن وزارة الآثار الآن تتمتع بالقدرة علي تأسيس مشروعات طبقا لقانون الإستثمار حسب قرار رئيس مجلس الوزراء في شهر مايو من عام 2017، لذلك فإن الفكر الجديد للمشروع هو إعادة توظيف العمران، ليس فقط كمبان، ولكن ممثلاً في الشوارع ومجموعات المباني لتقدم استعمالات يحتاجها المجتمع المحلي والسياحة المحلية والعالمية.
مؤشرات سياحية مهمة
أما د. مني حجاج الاستاذة بكلية السياحة بجامعة حلوان والمشاركة في تنفيذ دراسات المشروع فتشير إلي أنه يتم الآن دراسة التنشيط السياحي والخطة التسويقية والإعلامية يتم فيها حاليا جمع لبيانات عن أعداد الزوار، والسواح، والمقاصد السياحية، وإجمالي السياحة الوافدة إلي مصر، ثم تلك التي تقصد القاهرة التاريخية، كذلك تم حصر كل بيانات وسائل الإقامة، ودرجاتها المتوافرة، والخدمات السياحية وغير ذلك من البيانات المؤثرة علي وصول السياحة إلي القاهرة التاريخية.
وتكشف د. مني عن أنه قد اتضح من نتائج الدراسة التي قاربت علي الانتهاء في هذا المجال أن المناطق الأكثر تسويقا وإدراجا في البرامج السياحية هي : منطقة القلعة، وشارع المعز، والحسين، والسلطان حسن، والرفاعي، ومجمع الأديان، لكن بالرغم مما تزخر به المنطقة من آثار تزيد علي 602 أثر فإن معظمها اذا امكن تطويرها يمكن أن تصبح مقاصد صالحة للزيارة.
كما تعرضت الدراسة لكل الجهود التسويقية للقاهرة التاريخية علي المستوي القومي والتجاري وكذلك كل الحملات التسويقية والدعائية التي قامت بها وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي التابعة لها، كما تعرضت أيضا دراسة التنشيط السياحي في مرحلتها الثانية لتحليل كامل لكل إيرادات الزيارات بمناطق القاهرة التاريخية (إيرادات الزيارات بحي وسط، وحي الخليفة، وحي مصر القديمة بالنسبة للأجانب والمصريين) كما تم توزيع استمارة استقصاء خاصة بعينة من شركات السياحة لمشروع الاحياء العمراني للقاهرة التاريخية.
وتضيف د. مني حجاج أيضا أن الدراسة الميدانية قد خلصت الي تحديد أهم التحديات والمعوقات التي تواجه تطوير منطقة المشروع بالاضافة الي اقتراح بعض الوسائل والطرق التسويقية لتحسين عرض المنتج السياحي في اطار التنمية المستدامة بالإضافة الي تحديد أهم نقاط القوة للمنتج السياحي القائم في منطقة المشروع، وكيفية استغلالها، وكذلك أهم الأسواق المحتملة بعد اتمام عملية التطوير والتحسين بمنطقة المشروع.
كما شملت هذه الدراسة النتائج العامة لتحليل استمارات استقصاء عينة من الزائرين المصريين للقاهرة التاريخية، وقد خلصت الدراسة الميدانية الي تحديد أهم التحديات والمعوقات التي تواجه تطوير منطقة المشروع بالاضافة الي اقتراح بعض الوسائل والطرق التسويقية لتحسين عرض المنتج السياحي في اطار التنمية المستدامة، كما خلصت الدراسة الميدانية الي بعض المقترحات التي من شأنها أن ترفع من جودة الخدمات المقدمة بالمنطقة، كما شملت النتائج العامة لتحليل استمارات استقصاء عينة من الزائرين الأجانب للقاهرة التاريخية والتي سيتم الكشف عنها قريبا.
برامج سياحية متعددة
أما د.السيد تاج الدين عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة والتي تتولي تنفيذ هذه الدراسات فيؤكد من جانبه أن أهم ما قدمته الخطة التسويقية الخاصة بهذه الدراسة في مرحلتها الثانية هو اقتراح عدد كبير من البرامج السياحية التي يمكنها وضع عدد كبير من المباني التراثية والأثرية والنسيج العمراني الأصيل للقاهرة التاريخية للزيارة السياحية، فالعدد المحدود للمقاصد السياحية الحالية التي أظهرتها الدراسة (5 6 مقاصد) لا تمثل أفضل ما في القاهرة التاريخية من تراث، ولا تعرف الزوار والسائحين بإمكانات المدينة الأثرية، ولا تقربهم من فهم ثقافة المجتمع المحلي أما البرامج السياحية المقترحة فقد تم تصميمها بحيث يكون كل برنامج عبارة عن »منتج سياحي متكامل»‬، به مبان أثرية وتراثية متنوعة ولا ترتبط كلها بفكرة المسجد والمسكن ولكن تتخطاها إلي أسبلة، وكتاتيب، ومدارس، وخانقاوات، ووكالات، وربع وقاعات، وساحات مفتوحة، وكل ما يعبر عن الأوجه المختلفة للتراث العمراني والثقافي للمدينة.
كما احتوي كل برنامج سياحي كما يقول عميد الهندسة علي إمكانات لأحداث ثقافية تعرض مجتمع المدينة والثقافة المحلية في الشياخات المختلفة بالتعاون مع خبراء الدراسات الثقافية، وبالإضافة إلي ذلك فإن البرامج السياحية استفادت من دراسة الأسواق الشعبية، ودراسة الحرف والصناعات، بحيث يظهر كل برنامج البعد الاقتصادي، والابتكاري المبدع للمجتمع المحلي، وقد روعي عند اعداد هذه البرامج أن يتم الجمع بين الزيارات الخاصة بالمناطق الأثرية التي تزخر بها المنطقة، بالإضافة الي تضمين بعض العناصر الترفيهية كالأحداث الثقافية والحفلات الموسيقية والعروض المختلفة طبقا لطبيعة كل منطقة، وحتي تصبح هذه البرامج فعالة وقابلة للتنفيذ، فقد تم اقتراح بعض البرامج التدريبية لرفع مستوي العاملين بالقاهرة التاريخية في مجال الخدمات والتسهيلات كمثال لما يجب أن يتم في المراحل التفصيلية للمشروع.
الحرف والأسواق الشعبية
ويعود الباحث الرئيسي د. أحمد عوف مرة أخري ليكشف لنا عن أهم النتائج المبدئية التي توصلت إليها درسات المشروع الذي يتم الآن حيث تم دراسة الحرف والصناعات في القاهرة التاريخية بمفهوم قائم علي أساس أن تنمية الحرف تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، فلا تستند الي نظرة ثابتة محددة، بل هي عملية ديناميكية متطورة مستمرة ودائمة لتحقق التنمية المستدامة.. وقد تم أيضا كما يقول الباحث الرئيسي مسح كل الحرف والصناعات الموجودة وتحديد مواقعها علي الخرائط والتعرف علي توزيعها الجغرافي علي مستوي الشياخات والمناطق، كذلك تم ربط هذا التوزيع بالبرامج السياحية المقترحة وكذلك إمكانات التنمية المستدامة التي توفرها تلك الحرف والصناعات بناءً علي خصائصها وإمكاناتها، كذلك تم تحديد المشاكل التي تواجه الحرف والصناعات وكيف يمكن التغلب علي تلك المشاكل والمعوقات، وانتهت الدراسة ببعض المقترحات التي ستتم مراعاتها عند اقتراح خطة التنمية المستدامة للقاهرة التاريخية في المرحلة الأخيرة للمشروع، كما تم دراسة الأسواق الشعبية حيث قامت فرق بحثية بمسح كامل لكل أنواع التجارة في القاهرة التاريخية باعتبارها عصب الاقتصاد المحلي لمنطقة القاهرة التاريخية، حيث أنها تجذب الكثير من العمالة سواء المدربة أو غير المدربة، كما أنها تحوي تنوعاً متميزاً من جميع المنتجات والاحتياجات، لذا فهي تجذب جميع فئات المجتمع وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتتخلل الأسواق الشعبية داخل النسيج العمراني للقاهرة التاريخية وخاصة أن غالبيتها يقع في الشوارع والفراغات المفتوحة، وقد انتهت الدراسة إلي أن الكثير من الأسواق الشعبية الرسمية مغلقة ومهملة نتيجة عدم الصيانة أو سوء التصميم، أو عدم الاهتمام، حيث يلاحظ أن قسم الموسكي يحتوي علي أكبرعدد وحدات بيع من الأسواق الشعبية بالمقارنة بالأقسام الأخري، يليها قسم الدرب الأحمر، ثم الجمالية، ثم قسم باب الشعرية، وقد تم الانتهاء من حصر الأسواق شعبية بجميع أقسام منطقة القاهرة التاريخية حيث بلغ عددها 96 (ستة وتسعون).. سوقاً وفي هذا التقرير تم تحليل البيانات الناتجة من الحصر حيث يوجد بالقاهرة التاريخية أسواق شعبية ذات صلة تاريخية مثل الأسواق التي تحتفظ بذات نوع المنتج التاريخي مثل: سوق النحاسين، أو الخيامية، أو التي ترتبط بمكان سوق تاريخي مثل سوق المناصرة، وسوق المغربلين، أو الغورية، وقد اتضح أن الأسواق الموجودة ذات الصلة التاريخية يبلغ عددها حالياً 27 سوقا، وقد خلصت الدراسة إلي أن الأسواق الشعبية في القاهرة التاريخية تتميز بالتنوع والتميز وبالتخصص في أنواع منتجاتها؛ حيث تعرض الأسواق تشكيلة واسعة من البضائع المحلية والمستوردة حيث يصل عدد المنتجات لحوالي 44 منتجاً يتم تداولها في هذه الأسواق. لذا فهي تجذب جميع فئات المجتمع وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع سواء من محافظة القاهرة أو باقي المحافظات، كما تجذب السياح أيضاً، لذا فإن استراتيجية التطوير العمراني للقاهرة التاريخية لابد أن تعتمد علي تطوير الأسواق الشعبية كأحد المحاور الرئيسية للتنمية العمرانية والحضرية وكأحد أهم أنشطة الاقتصاد بالمنطقة.
إعادة توظيف مباني القاهرة
كما يتم حاليا أيضا والحديث مازال علي لسان الباحث الرئيسي دراسة إعادة التوظيف للمباني والنسيج العمراني داخل القاهرة التاريخية والتي تعرضت لتاريخ الحفاظ علي التراث في القاهرة، وأعمال إعادة التوظيف السابقة، وخلصت إلي موضوعين مهمين يؤثران علي مستقبل الممتلك التراثي، الأول : هو تطبيق خطوط التنظيم (Ordinance Lines) وبداياتها فكراً وتنفيذا، ودور الطرق التي تم استحداثها في ربط القاهرة التاريخية بالامتداد العمراني الذي يحاكي الطرز الأوروبية، والذي يمثل وسط المدينة الحديثة بعد عصر محمد علي.
أما الموضوع الثاني الذي أكدته دراسة الحفاظ العمراني فهو عدم وجود كود بناء للمباني الجديدة تتناسب مع المحتوي التراثي والتاريخي لتوجيه أعمال البناء، وقد تم تقديم الدراسات التي سيتم البناء عليها في المرحلة الأخيرة لإصدار كود بناء للقاهرة التاريخية يؤكد علي القيم التنموية والعمرانية التي تم استخلاصها في الدراسات الحالية للمشروع.
ويضيف د.عوف مرة أخري أنه يتم الآن دراسات إعادة التوظيف والتي عرضت طرق تحديد منهج التعامل مع المباني الجديدة والقائمة والذي يهدف إلي التوصل إلي كيفية إحداث التوازن ما بين الحفاظ علي المنطقة، أو الشارع، أو المبني ذي القيمة، بما يحقق استفادة المجتمع وتنميته، وكذلك دراسة الحفاظ علي التراث بشقيه المادي والمعنوي، حيث ركزت علي استهداف المكان والوظيفة والمجتمع، وتأثير البيئة المحيطة والمنظومة القيمية علي المستوي الأرحب، وهو يختص بالاحتياجات والمشكلات العامة للدولة ككل ومنطقة القاهرة التاريخية، ويؤكد أن دراسات هذه المرحلة تمهد لاقتراحات المرحلة الأخيرة للمشروع والتي ستختص بالأمور التقنية في المرحلة التفصيلية، وما يتم تقريره بشكل نهائي من استشاري التفاصيل بعد طرح المشروع للتنفيذ، وقد تم تقسيم محاور إعادة التوظيف.
المحور الأول هو إعادة التوظيف علي مستوي المباني حيث تم عمل دراسة تناسب التصميم الأصلي للمباني الموزعة علي أنحاء القاهرة التاريخية مثل: الأسبلة، والحمامات، والوكالات، والقباب، والمدارس.
والمحور الثاني هو إعادة التوظيف علي مستوي الشوارع وتم تقسيمها إلي ثلاثة أنواع من المناطق، الأولي هي مناطق ذات طابع متكامل (قطاع رائد) leading sector.
الاهتمام بالتعليم والصحة
أما المحور الثالث كما يقول د.عوف فهو إعادة التوظيف علي مستوي المناطق، حيث يعتمد هذا الجزء علي التنسيق مع بنود مختلفة كالشراكة والاقتصاد والحرف وغيرها، حيث ان تقسيم المناطق سيعتمد علي المنتج المستقر عليه من مجموع تلك الدراسات (بالتقرير الثالث والأخير) والذي سيحترم التقسيم الإداري الحالي للشياخات.
ويشير الباحث الرئيسي إلي أن إحدي الدراسات المهمة للجزء الثاني للمشروع كانت دراسة المسح الصحي، والتي تم فيها تحليل الاستبيان الذي تم للسكان من خلال ألف استمارة للحصول علي رأيهم في الخدمات الصحية، والتعرف علي أنواع الأمراض، والمشاكل الصحية التي تعاني منها المنطقة، وسوف تظهر نتيجة الدراسة بوضوح في الجزء الأخير عند اقتراح خطة التنمية المستدامة، بالإضافة إلي دراسات التعليم التي تم فيها مسح شامل للكتب المدرسية لجميع المراحل (مرحلة رياض الأطفال المرحلة الابتدائية المرحلة الإعدادية المرحلة الثانوية لجمهورية مصر العربية) وذلك في مواد( اللغة العربية التربية الدينية الإسلامية التربية الدينية المسيحية الدراسات الاجتماعية (تاريخ – جغرافيا التربية الوطنية )، وذلك لتحديد ما تم ذكره في هذه الكتب سواء (معلومات أثرية أحداث تاريخية أو صور عن القاهرة التاريخية) وحصر المدارس الحكومية : مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والإعدادية، والثانوية الفنية بالقاهرة التاريخية.
ويضيف: أن الدراسة قد اشتملت أيضا علي مقترحات للحفاظ علي المدارس ذات الطابع التاريخي من خلال التنسيق بين وزارة الآثار، ووزارة التربية والتعليم، مع وجود الاشراف المشترك علي أعمال أنواع الصيانة لهذه المدارس بين متخصصين من وزارة الآثار وهيئة الأبنية..كما اقترحت الدراسة تفعيل دور التربية الاجتماعية من خلال تكثيف الرحلات المدرسية لزيارة المعالم الأثرية للقاهرة التاريخية لتعميق الولاء والانتماء لديهم، مع إدراج معالم القاهرة التاريخية في برامج الرحلات المدرسية0.واقترحت الدراسة كذلك التوسع في ضم معالم أثرية جديدة غير مستغلة في القاهرة التاريخية، وأنه يجب أن تدرج في برنامج الرحلات لرفع مستوي الوعي لدي الطلاب..كما أوضحت الدراسة أن المدارس الحكومية تغطي تقريبا جميع أقسام وشياخات القاهرة التاريخية مما يستوجب تكثيف الزيارات الميدانية لتلاميذ وطلاب المدارس في نطاق القاهرة التاريخية لتجسيد العلاقة بين النشء والأثر واكسابهم مهارة تذوقها والتعايش مع الأثر. اقترحت الدراسة كذلك الاستفادة من المدارس الفنية اقتصاديا وتربويا من خلال تسخير الإمكانات الموجودة بها لخدمة القاهرة التاريخية وإدخال تخصصات مرتبطة بالحرف والاعمال اليدوية في تلك المدارس.
العدد المتوقع للسياح
وقد اقترحت دراسة »‬ الإدارة والشراكة »‬ تحديد العدد المتوقع للسياح للقاهرة التاريخية بحوالي عشرة آلاف سائح في اليوم وهو الرقم الذي نتوقع عدم تأثيره علي التركيب الاجتماعي للمجتمع المحلي ولا يؤثر علي استدامة النشاط السياحي وبذلك يكون عدد السياح المقدر خلال عام 4 ملايين سائح في عام 2024 م (باعتباره خطة خمسية اولي للمشروع ) علي أن يتم مراجعة الأعداد المتوقعة للزوار بشكل دوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.