الموقف السياسي

حماس تحاصر غزة!

لم يكن الاشقاء في حماس علي نفس المستوي من قيمة المبادرة المصرية بالافتتاح الدائم لمعبر رفح.
حقاً.. إن أمرهم يدعو للعجب فعلا. فقد أغلقت مصر المعبر أربع ساعات لإجراء صيانة أو لغيرها من الأسباب، فردت حماس بإغلاقه أربعة أيام، هم أحرار، ولكن الغريب منهم أن يساهموا في حصار سكان القطاع.
يجب أن يتخلي أهل حماس عن أسلوبهم القديم بممارسة الضغوط علي مصر، واتباع سياسة »لوي« الذراع حتي تسير الأمور علي هواهم ومن وجهة نظرهم فقط، وإما اللجوء إلي الأساليب المرفوضة بتأليب سكان غزة وبعض الفضائيات ضد مصر. وكان يجب علي قادة حماس استنكار ورفض محاولة بعض سكان غزة اقتحام أبواب المعبر عندما تم إغلاقه يوم السبت الماضي من الجانب المصري.
الإجراء الذي اتخذته حماس بإغلاق المعبر، لم يتضرر منه إلا الآلاف من أبناء غزة الذين تكدسوا علي الجانب الفلسطيني للمعبر من المرضي وكبار السن والطلاب والمسافرين الذين تعطلت مصالحهم.
أشقاء حماس يريدون تشغيل المعبر بمفهوم »شادر« البطيخ أو سوق السمك.. افتح البوابة يا »جدع«.. يريدونها بوابة مفتوحة »سداح مداح«، يدخل ويخرج من »هب ودب« وفي أي وقت دون قواعد وآليات عمل.. أليس المعبر ميناء بريا لحدود دولية ما بين الأراضي الفلسطينية والمصرية، تطبق عليه الإجراءات المتبعة في هذا الشأن مثل أي ميناء بري أو بحري أو جوي في مصر أو أي دولة ؟.
ألا تري حركة حماس أن إغلاقها المعبر احتجاجا علي الإجراءات التنظيمية المصرية يتنافي وحق مصر في وضع ما تراه من قواعد عمل وإجراءات تتفق وسيادتها والمحافظة علي مصالحها وحماية أمنها القومي؟.
تشغيل المعبر دون أي ضوابط وإجراءات أمنية للعابرين، ومنهم المدرجون علي قوائم الممنوعين، أمر بعيد عن أي منطق، ويجب مناقشته بالحوار والتفاهم بين الجانبين المصري والفلسطيني، وليس بإجراءات عقابية من حماس لسكان القطاع بإغلاق المعبر في وجوههم !.
مشاعر الأخوة لا تعني تفريط مصر في حماية حدودها وأرضها من عمليات التهريب والمتسللين، خاصة مع تزايد احتمالات التسلل إلي قطاع غزة المحتل من البر أو البحر.
مصر الثورة تفتح أحضانها لكل فلسطيني، وليس هذا بغريب علي مواقف مصر لدعم القضية الفلسطينية، ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في الحصول علي حقوقهم كاملة وإقامة دولتهم علي كامل أراضيهم المحتلة. وليس خافيا علي أحد ما تعرضت له مصر من ضغوط جراء قرارها بالافتتاح الدائم للمعبر، ولذلك كان موقف حماس بإغلاق المعبر ولو لساعات يدعو للدهشة، أم أن المطلوب تحقيق الحلم الإسرائيلي، كما رحبت بذلك بعض الدوائر الإسرائيلية بقرار مصر فتح المعبر بصفة دائمة، لتكون غزة وسيناء دولة فلسطين!.
الإبراشي ونشوي الحوفي.. درس في الوطنية
موقف الزميلين وائل الابراشي ونشوي الحوفي عضوي الوفد الشعبي المصري الذي سافر إلي طهران، كان درسا في الوطنية وعلي قدر مسئولية اللحظات التاريخية التي تمر بها مصر والمنطقة.. لم تكن زيارتهما نزهة في بلاد فارس.
وائل الابراشي، كانت تساؤلاته محددة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن تدخل إيران في الشئون الداخلية العربية، وموقفها من اتفاقية كامب ديفيد، ومحاولات نشر المذهب الشيعي.. وأقوي ما عبر عنه في هذه التساؤلات التي ما زالت حائرة حتي الآن: نريد ان نعود للمسئولين بمصر بإجابات محددة.. الابراشي كالعادة يطلق طلقات قوية بحثا عن الحقيقة.
الزميلة نشوي الحوفي المصرية الأصيلة المحررة بصحيفة »المصري اليوم« لقنت الجميع درسا في الغيرة علي بلدها، لم تأخذها الهيبة في حضور الرئيس بقدر ما اختنقت بالبكاء غيرة علي بلدها عندما تعرض نجاد للحديث عن مبارك ومغالطاته عن ثورة مصر.. شهامة المصرية الأصيلة أبت أن تقبل نقدا من غريب حتي لو كانت موجوعة من رئيسها المخلوع!.