أتمني لك عيدا سعيدا، لكن ليس بالأماني وحدها يصبح العيد سعيدا والأيام جميلة والفرحة من القلب، الأماني مجرد رسم قمر علي ورقة، لكن لن تعطيك تعهدا حقيقيا بأن يملأ حياتك بالنور ولا أن يتوسط السماء قمر 14 ! الأمنيات خطوة لابد منها لكي نبذل الجهد اللازم لنحققها ونحولها من أمنية إلي واقع. كيف يصبح العيد سعيدا إلا بِنَا ؟ كيف يصبح العمر كله عيدا إلا بقرار أن نحول حياتنا البائسة بمشاكلها إلي عيد نَفرح ونَحصد ونَضحك. كيف نَستقبل العيد دون أن نهيئ له أن يكون عيدا؟ في صباح العيد يصحو ملايين الأطفال ليحتفلوا بالعيد.. ولأسباب تتعلق بالطلاق بين الآباء يحتفلون بدون الأب أو بدون الأم، لا تصدق أن هناك طفلا يكتمل عيده في غياب أب أو أم، لا تصدق أنه سعيد وعيده سعيد مهما ضحك ومهما لَعِب ومهما حصل علي لِعب أو عيدية. لعبة علي التليفون أو تذكرة سينما وكيس فيشار لا تعوض غياب الدفء والحضن. إنني أتمني لكم عيدا سعيدا إذا تصالحت العائلات في يوم العيد وفتحت بيوتها لتستقبل الأحفاد في حضور الأبناء المنفصلين لكي يشعر الطفل أن العيد هو زمن جميل يمكن أن تلتئم فيه أسرته ولو لساعتين من الوقت. لكل عائلة كبير أتمني منه أن يقوم بهذه المهمة الإنسانية بدعوة كل الأطراف إلي بيته في الأعياد ويحول الأماني بعيد سعيد إلي خيمة ملونة من البهجة لكل طفل حُرم من لمة العائلة بسبب الطلاق. لم يفعلها الصغار لكن فعلها الكبار ووقع فيها الصغار ويدفعون ثمنا من قلوبهم.. وعلي الكبار أن يثبتوا أنهم كبار لسعادة الصغار في يوم العيد. كل عيد ونحن قادرون علي أن نكون كبارا وأقوياء لتحويل أمنية السعادة الي أيام سعيدة بالفعل.