»أتمني أن أسمع مصريا يقول كلمة إنصاف في حق مصري آخر، وأحس ان مصريا قد فتح قلبه للصفح والغفران والحب لإخوانه المصريين. هذه ليست كلماتي إنما هي كلمات الرئيس عبد الناصر في كتاب فلسفة الثورة الذي نشر قبل أكثر من نصف قرن. لم تتحقق هذه الأمنية حتي يومنا هذا. الواقع إننا مازلنا لا نحب بعضنا البعض.. ولا نذكر إنسانا بكلمة طيبة إلا لو رحل عن الدنيا. .هل معقول ان الدنيا كلها خيانة وغدر وخسة وحقارة؟ هل معقول ان كل واحد منا لم يعرف طوال حياته رجلا شريفا أو مخلصا؟ مازلنا نأخذ من الآخر ولا نعطيه. .فالعطاء في عرفنا مشروط مثل عربون الشراء، إذا تأخر المقابل توقف العطاء. الحل كما يراه المتخصصون، أن يبدأ كل واحد بنفسه . يحاول أن يغسل ما في أعماقه من غل وحقد وحسد . يتأكد أن الحب والعطاء طريقه للنجاح. لا يتصور أنه أذكي من كل الناس: يكره من حوله ويتصور أنهم يحبونه. يحتقرهم ويتصور أنهم يحترمونه. يجب ان يعرف ان الناس تدرك دائما الفرق بين الحقيقة والخداع. نريد ان نعيد القيم التي تميزت بها بلادنا. نسترجع القدرة علي الحب والاخلاص والنزاهة. نعلم أولادنا أرستقراطية الخلق والقيم، لا أرستقراطية الثراء والمكسب السريع. يجب أن نعبر هذه الهزائم الاخلاقية وإلا سوف نحتاج لثورة جديدة لتصحيح المسار!