لا أري.. الابن يأتي إلي هذه الدنيا قبل مجيء الأب أبدا إلا بمعجزة إلهية! شيء من هذا في الطريق إلي مصر! وحتي لا يتهمني أحد بالخبلان أوضح واتساءل: هل يمكن بناء عمارة بدون أساس خرساني متين وقواعد مسلحة أمتن؟ لو حدث ذلك لانهارت العمارة علي دماغ سكانها! وعليه لابد ان تتركز مطالب الثوار وتتوحد علي مصلحة الوطن بضرورة وضع الدستور الجديد أولا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية! لأن هذا الدستور هو الذي يجلب رئيسا يحقق طموحات الثورة ومجلسا برلمانيا قويا يمثل مختلف التيارات السياسية. فإذا أردنا لمصر أن تكون دولة ديمقراطية حديثة فعلا علينا ان نسلك هذا الطريق، وهذا لا يتأتي إلا بتضافر جهود الثوار والقوي الوطنية والتيارات السياسية، وجماعات الضغط الشعبي لتحقيق هذا المطلب لأن الدستور الجديد في النهاية هو الضمانة الحقيقية لاستمرار ثورة التصحيح والحفاظ علي نجاح الثورة! ولا أسمع.. من زمان عن قرارات جريئة أعادت الريادة والقوة لدور مصر القومي مثل قرار فتح معبر رفح بشكل دائم رغم الرياح الغاضبة التي هبت علي مصر من إسرائيل! ورغم مزاعم الكيان الصهيوني بأن فتح المعبر يشكل خرقا لاتفاقيات كامب ديفيد ومنفذا رسميا لتهريب الأسلحة وتصدير الإرهاب! فهذا كذب وافتراء لأن مصر لم توقع أصلا علي اتفاقية المعابر وبالتالي هي غير ملزمة لها ثم ان عمليات التهريب تتم منذ القدم عبر الإنفاق! أما السبب الحقيقي وراء هذه الحملة هو نجاح مصر في لم الشمل الفلسطيني بين فتح وحماس وجميع الفصائل وهذا في حد ذاته أوقف نزيف الابتزاز الإسرائيلي للفلسطينيين عبر معابرها وفتح السجون الكبيرة وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة. ولا أتكلم.. عن الخسائر التي تكبدتها مصر منذ اندلاع الثورة والتي قدرها د. علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق بمائة مليار جنيه بسبب الانفلات الأمني ووقف عجلة الإنتاج! والثورة بعد نجاحها تحتاج إلي العمل، أما استمرار المليونيات فلا يحقق الهدف وقد يضر البلاد ويهددها بالإفلاس نتيجة إفساد الحياة الاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة! وعلينا الالتزام بالهدوء وإعطاء الحكومة والجيش الفرصة حتي يتم إنجاز مهمة الانتقال السلمي للسلطة. بقي شيء مهم يجب ألا ننساه ونتذكره دائما بأن الشعب هو صاحب السيادة الوحيد علي أرضه ومصيره ومقدراته ومصدر جميع السلطات ولا يحق لأي تيار ان يمثل هذا الشعب ويكون وصيا علي مصر الثورة.