من الطبيعي.. ألا تمر فضيحة منتخب مصر في مونديال روسيا مرور الكرام.. وإنما لابد من محاسبة ومحاكمة من تسببوا في إصابة الشارع بهذه الصدمة المرعبة.. بل غير المسبوقة. بأي وجه سيقابل مسئولو اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين أفراد المجتمع الذين ساندوهم ووقفوا إلي جوارهم، ودفعوا دم قلبهم بحثا عن بسمة تخفف عنهم آلام حياتهم، وإذا بهؤلاء المتخاذلين يزيدون من أوجاعهم. ليست هذه.. خيبة الأمل الوحيدة في منتخب مصر.. فالتاريخ يشد علي »بلاوي». وانما صفر 2018 هو الأكثر أثرا علي النفوس، لأن الخسارة لم تكن في الملعب فقط، وإنما الخسائر كانت »بالهبل» في السلوك وفي التصرفات.. وفي حجم الاستهتار من كل أفراد البعثة كبيرها.. وصغيرها. ما حدث في روسيا من تجاوزات وتسريبات ومخالفات ومهاترات تستحق أن يحاكم اتحاد الكرة عليها قبل أن يقدم استقالته ليأتي اتحاد جديد يعمل علي »نظافة» لأجل مصلحة البلد وليس لأجل مصالح فردية تقوم في أساسها علي »البيزنس». لقد كان الانفلات فظيعا. سواء قبل السفر إلي روسيا وتحديدا خلال »هوجة» إعلانات رمضان التي شتت اللاعبين، وجعلت »السبوبة» مصدرا للمكاسب والاسترزاق، وبدا الأمر وكأن المونديال قد انتهي بالافراح والليالي الملاح قبل أن يبدأ.. وعندما بدأ لم يختلف الوضع كثيرا.. بل ازداد سوء الأن السادة القائمين علي التنظيم والترتيب من رجال الجبلاية المحترمين لم يفرضوا »الضبط والربط».. وتركوها علي البحري. ماذا كان يتوقع إذن؟ أما الجهاز الفني.. فيبدو أن تفكيره توقف تماما عند التأهل لنهائيات المونديال.. لم يغير، ولم يتغير، وتهيأ للسيد كوبر أن ما وفق فيه بطريقته الدفاعية الجهنمية سينفذه حرفيا في مباريات المجموعة أمام أوروجواي وروسيا والسعودية. فلعب بنفس التكتيك.. ونفس الافراد الذين حولهم إلي موظفي حكومة. من لم يؤد دوره الروتيني »المكلكع».. سينزل من : »القطري الميري». .. ولأن اللاعبين أصلا.. غير طموحين.. ومتخاذلين فقد كانوا هم أبطال المشهد الحزين أمام العالم كله وهم الذين جسدوا حجم المأساة التي تحتاج الآن إلي ثورة في كرة القدم المصرية. .. إذا كان ما وقع في روسيا أخطاء. فإنها يمكن أن تعالج.. أما إذا كان إجراما. فلا بديل عن الذبح.. و»بسكينة تلمة».. ولا مؤاخذة!