كلامها يدمي القلوب ويكشف الحاجة الملحة للتوصل إلي حد أدني وأقصي للأجور بعدما وصل الحال إلي مأسي ومفارقات تثير أعصاب كل الموظفين.. هي تتحدث باسم ملايين الموظفين في مصر! سامية أحمد أبويونس تعمل سكرتيرة بمكتب الاستشارات الأسرية التابع لوزارة التضامن الاجتماعي بفارسكور محافظة دمياط، حاصلة علي دبلوم تجارة، ومنذ 02 عاما تم تعيينها بمكافأة قدرها 03 جنيها كل شهر وصلت الآن إلي 241 جنيها، يعني أقل من 5 جنيهات في اليوم! ويبدو أنها مثل كل الموظفين كانت قانعة راضية بما تحصل عليه رغم كونه لا يكفي ثمن 3 سندوتشات فول وطعمية كل يوم.. لكن ما قرأته وسمعت به عن مستشارين لوزراء يحصلون علي مرتبات بمئات الآلاف من الجنيهات كل شهر جعلها تطلق صرخة في رسالة بعثت بها لي فربما يصل صوتها إلي المسئولين لانقاذها مما تعانيه هي وآخرين عاشوا أزهي عصور الموظفين في مصر! مأساتها لا تقتصر علي مرتبها الضئيل بل تمتد إلي كونها لا تحصل عليه إلا علي فترات تصل إلي قرابة 5 شهور، كما انها محرومة من الزيادات التي تتكرر لمرتبات الموظفين سنويا نظرا لانها تتبع ما يسمي بالجمعيات والتي تقتصر الزيادة فيها علي مجرد خمسة جنيهات تضاف للمرتب كل سنة! ظلم لا حدود له تعرضت له تلك الموظفة التي لا تريد سوي تثبيتها في وزارة التضامن حتي تتساوي في المرتب مع زملائها وحتي تحصل علي حقوقها التي ضاعت علي مدي 02 سنة! ظلم لم تتعرض له الموظفة وحدها بل ملايين يعانون، في وقت يحصل فيه البعض علي الملايين من قوت شعب مصر الذي عاني طوال 03 سنة من أقوال جوفاء تؤكد الاهتمام بمحدودي الدخل ومحدودي الحيلة! الظلم لم تتعرض له الموظفة فقط بل والدها ايضا الذي هاتفني مطلقا صرخة أخري تكشف مدي ما كان يتعرض له كل مصري.. هذا الرجل كان يعمل مديرا عاما بالتربية والتعليم ومنذ بضعة سنوات حصل علي لقب المعلم المثالي علي مستوي الجمهورية ويومها احتفل به الجميع أبلغ احتفال حيث فوجئ بمظروف بداخله شيك قيمته »ثلاثون« جنيها بالتمام والكمال! آدي حال أسرة.. وبعدين نسأل عن سبب الثورة!. وعلي رأي واحد صاحبنا: مين غيرك يرعانا يا مبارك؟!