نشاط مبهج تشهده الآن منطقة وسط القاهرة وفي القلب منها القاهرة الخديوية، التي تحوي أجمل وأهم المعالم المعمارية والمباني التاريخية التي تعد تحفا لا تقدر بثمن، وتقف شاهدة علي تاريخ مصر الحديث، الذي كانت فيه العاصمة درة التاج ومتعة للناظرين، قبل أن يصيبها وباء الإهمال والعشوائية والفوضي. مبان وعقارات كانت آيلة للسقوط يتم إنقاذها وإعادة ترميمها، شوارع أهلكها الزمن يعود إليها رونقها القديم ،حتي أعمدة الإنارة ولافتات المحال التجارية أصبحت في دائرة الاهتمام لإعادة إحياء الجمال الذي تواري خجلا طوال سنوات مما يحدث في القاهرة. في صمت يعمل خبراء ومهندسون ومصممون وفنانون وعمال مهرة واداريون ومسئولون من القطاعين العام والخاص لإعادة إحياء روح القاهرة الجميلة العريقة، يقودهم حلم أن تعود أجمل عواصم الشرق، وهدفهم إحياء الروح التراثية والتاريخية التي فقدت رونقها في »وسط البلد»، وضخ الحياة في كل زاوية من خلال أنشطة فنية وثقافية، وتتوزع المسئوليات بين اللجنة القومية لحماية القاهرة التراثية، التي تضع الرؤية العامة، وبين محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضاري ويقومان بالإشراف الكامل علي المشروعا، وتشارك عدة شركات من قطاع الأعمال والقطاع الخاص، علي رأسها شركة الإسماعيلية التي تأسست منذ عشرات سنوات بهدف إحياء تراث القاهرة الخديوية، ويقول مؤسسها كريم شافعي إن تطوير وسط المدينة وإحياء تراثها الثري كان حلما راوده وهدفا سعي إليه وشاركه أصدقاء تحمسوا للفكرة وساهموا في تحقيقها، وكان مبني »لافينواز» في شارع شامبليون هو البداية، وهو تحفة تاريخية ومعمارية نادرة بنيت عام 1896 علي يد اللبناني حنا الصباغ سكرتير البارون إمبان، مؤسس حي مصر الجديدة، وتحول المبني عام 1912 إلي مقر للقنصلية الامبراطورية النمساوية، وتحولت ملكيته للمصري اللبناني عبد الله ميرشاق عام 1941 ،ثم خضع للتأمين عقب ثورة يوليو، واستردته العائلة مرة أخري عام 1981 ..وخلال هذه الرحلة الطويلة انهارت قيمة المبني وحالته الانشائية، قبل أن تبدأ عمليات إنقاذه عام 2009 ويتم افتتاحه منذ أيام قليلة بعد 10 سنوات من العمل ليصبح أول مبني تاريخي صديق للبيئة وموفر للطاقة.