طوابير السولار فى كل محطات الوقود مصر تنتج سنويا 9 ملايين طن سولار، وتستورد 4 ملايين طن مما يؤكد أننا نعتمد علي استيراد ثلث استهلاكنا وبالتالي نفاد الكميات المطروحة في الأسواق علي هذا النحو لا يمكن أن يعود لمشاكل في الاستيراد فقط! هذا العام تجمعت أربعة عوامل لتصبح الأزمة كارثية، وينتشر الفزع بين المواطنين خاصة في الأقاليم.. وتتمثل العوامل الاربعة في تراجع السيولة لدي الحكومة واحتكار البلطجية لمعظم الشحنات وموسم الزراعة والايقاع العام المتوتر في البلد. التفاصيل في سطور هذا التحقيق. من وراء أزمة السولار؟ بدأت الأزمة في المحافظات، حيث يتوافد الفلاحون لشحن احتياجاتهم من السولار في هذا التوقيت من كل عام لاستخدامه في الآلات الزراعية، مع موسم حصاد عدد كبير من المحاصيل الا أنهم وجدوا عددا من المحطات يخبرونهم بأنهم لا يستطيعون مدهم بالكميات كاملة وعليهم أن يحضروا علي فترات متقطعة، وهنا انتشرت الشائعات كالنار في الهشيم ومضمونها الحاضر يعلم الغائب أن عليهم الاسراع بالتزود بكامل احتياجاتهم ولفترات طويلة من السولار لأن "الجاز حايخلص". طرح كميات إضافية والمحطات من جانبها طلبت كميات اضافية لمواجهة الضغط الا أن الاستجابة لزيادة الكميات من قطاع البترول لم تكن علي نفس مستوي التكدس والزحام.. هكذا تقول د. يمن الحماقي الخبيرة الاقتصادية وأضافت أنه نظرا لاعتماد وزارتي البترول والتضامن علي المالية في توفير السيولة، والمالية بدورها تعتمد علي احتياطي الدولة وجميعهم يحاولون قدر المستطاع التصرف بحسابات دقيقة، كان لابد في هذا التوقيت أن تظهر السوق السوداء بل وسيطرة البلطجية علي استلام السولار وبيعه. خلط السولار بالمياه ويقول المهندس عبدالله غراب وزير البترول انه تم زيادة كميات السولار الموردة للمحطات بواقع 4٪ خلال بداية شهر ابريل الماضي، ثم الي 8٪ خلال الشهر الحالي بمعدل 40 مليون لتر يوميا. وقال الوزير ان الكميات المطروحة حاليا من السولار تستوعب احتياجات السوق.. مؤكدا أن مصر تنتج سنويا من السولار نحو 9 ملايين طن، وتستورد 4 ملايين طن ، تشكل اجمالي ما يتم استهلاكه سنويا وأضاف ان هناك تلاعبا في بعض المحطات وأيضا يوجد خلط للسولار بالماء لزيادة المعروض للبيع ولكن لا توجد عقوبات رادعة وأقصي موقف هو توجيه مخالفة للمحطة.. وأوضح أن الحل الوحيد حاليا هو الاستمرار في ضخ كميات اضافية بالرغم من أنه غير منطقي أن تستمر في المقابل الطوابير. وفي الوقت الذي أعلنت خلاله وزارة التضامن عن توجيه 44 مليون دولار لشراء شحنة سولار جديدة تضاعفت طوابير الحصول علي السولار ولم تحدث أي انفراجة في الأزمة ، وبالرغم من أنه في النهاية "جاز" الا أنه يتجاوز في قيمته الذهب حيث يتيح سعره الذي لا يتجاوز 110 قروش امكانية التربح من بيعه في السوق السوداء وفي ظل انتشار البلطجة تصبح شاحنة السولار غنيمة لأي قطاع طرق يمكنهم من خلالها تحقيق ثروة عبر بيعها للمتعطشين للتر سولار لتسيير أحوالهم بأي ثمن. إيمان أبوالحديد