مصر تعيش في حالة تشبه »حرب الاستنزاف«.. تتقاتل فيها كل القوي السياسية الموجودة علي الساحة دون أي اعتبار أو تخوف علي مصلحة الوطن! الاخوان المسلمون والجماعات الاخري من سلفية وجهادية تكتلوا وراء اجراء تعديل دستوري محدود.. وشحنوا مواطني المحروسة من البسطاء للتصويت علي الاستفتاء بنعم تحت زعم ان الموافقة تمنع تغيير نص الشريعة الاسلامية في الدستور! النتيجة ترقيع دستوري سوف يأتي لنا ببرلمان هزيل ومشبوه علي غرار سابقه.. ثم رئيس جمهورية بسلطات مطلقة كمثيل لمن سبقوه.. وبهذا ارسوا أوضاعا تسمح لهم كقوي سياسية منظمة بالحصول علي أغلبية المقاعد فيما يسمي ببرلمان مصر القادم.. فأضاعوا علينا فرصة تحقيق حلم إعداد دستور جديد يليق بمصر وثورتها ودماء شهدائها من النخبة الوطنية! بعدهم جاء أصحاب المطالب الفئوية من الموظفين والعمال.. لينظموا وقفات احتجاجية واعتصامات.. مطالبين بتعيينات لهم أو لاولادهم.. أو بحوافز ومزايا.. وألا تهديدات بالتعدي علي رؤساء العمل ومنعهم من دخول مكاتبهم.. وما ترتب علي ذلك من تعطيل لشركاتهم ومؤسساتهم.. متجاهلين مصالح الوطن! أيضا الاخوة الأقباط ساروا علي نفس النهج.. مظاهرات واعتصامات.. ووقفات احتجاجية.. وقطع للطريق العام.. وتعطيل للمواصلات في قلب العاصمة.. وفي غير أوقات العطلات الرسمية وتحدٍ علني لفترات الحظر العسكري ليلا.. عمدا ومع سبق الاصرار! هذا عدا رفع شعارات ضد الدولة تتهمها بالظلم والاضطهاد والتعدي علي حقوقهم.. ونشرها في الداخل والخارج.. وفي قنوات التبشير التي بثوها وخصصوها لتهاجم الاسلام والمسلمين علنا وكنموذج لازدراء الاديان! كل هذا من أجل ابتزاز الدولة في الحصول علي ترخيص مفتوح ببناء كنائس في كل مكان.. وفي ارغامها علي الافراج عن المسجونين المسيحيين الصادر ضدهم احكام قضائية.. وكلما حققت الحكومة لهم مطالب عادوا يقدمون لها قوائم بطلبات جديدة.. وعليها تنفيذها وإلا الاستمرار في التظاهر والاعتصام والفوضي علي مرأي من الجميع! السادة الاقباط يرفعون شعار الاضطهاد رغم انهم أصبحوا فوق القانون ويتجاهلون انهم تحولوا إلي قوي اقتصادية في مصر ويملكون أغلب مشروعاتها.. بدليل دخول عائلات قبطية مؤخرا في قائمة أغني اثرياء العالم في الموسوعات الاقتصادية الأمريكية والاوروبية! فهل ذلك اضطهاد.. أم ابتزاز؟! في المسرح السياسي لمصر يلعب الموساد الإسرائيلي أيضا دورا مهما.. ولكن من وراء الكواليس! الدليل في وثيقة إسرائيلية صادرة في سبتمبر 8002 عن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يؤكد فيها انهم اعدوا سيناريوهات للحفاظ علي بقاء مبارك في السلطة وانتقالها من بعده إلي ابنه جمال.. وإذا فشلت هناك خطط اخري لمواجهة ومنع أي تغيير أو سيطرة محتملة للاخوان علي السلطة.. أو حدوث انقلاب عسكري مضاد.. أو نجاح حركات وطنية في الوصول إلي السلطة عبر انتخابات حرة! ربما أهم تلك السيناريوهات هو الإدعاء بأنهم صنعوا الفتنة الطائفية في مصر ويملكون خيوط تحريكها وتفجيرها كلما أرادوا ذلك!