أحداث إمبابة المؤلمة جرس إنذار أخير يدعونا إلي الحذر واليقظة التامة قبل فوات الأوان فنحن نتعرض الآن لبروفة حرب أهلية تهدف إلي تفتيت وحدة الأمة وهو مخطط تقوده قوي خارجية وداخلية عميلة تحاول من خلاله إجهاض ثورة 52 يناير المجيدة التي قادها شباب مصر العظيم واحتضنها الشعب وحماتها قواتنا المسلحة الباسلة بعد اسقاط رموز النظام البائد. إن أمن وسلامة الوطن خط أحمر ممنوع الاقتراب منه اعتباراً من الآن فصاعداً وهذا يتطلب مجموعة من الآليات لوقف السيناريوهات المتكررة علي فترات لإحداث الوقيعة والفتنة الطائفية بين عنصري الأمة والتي هي بحق نسيجها الواحد منذ آلاف السنين فالدين لله والوطن للجميع ليس شعاراً ولكنه حقيقة ثابتة وراسخة داخل عقل وقلب كل مصري يعيش علي تراب هذه الأمة. ولعل من أهم الآليات التي ينبغي تفعيلها حالياً وبشكل عاجل لوأد الفتنة هو سرعة إصدار الأحكام الرادعة علي الأيدي التي عبثت بمقدرات الوطن وضربت اماكن العبادة وأشعلت الحرائق ودمرت النفوس بسموم الحقد والغل وفتاوي التكفير وسلب حقنا في العيش في أمن وسلام تام. وثاني هذه الآليات التي أري من الضروري سرعة العمل علي تنفيذها فوراً تتلخص في وضع الحلول العاجلة لوقف حالة الانفلات الأمني وحسناً فعل مجلس الوزراء مؤخراً بإصدار أوامره لوزير الداخلية منصور عيسوي بالتدخل الحاسم القوي والفعال باستخدام القوة في مواجهة هذه الأيدي القذرة التي تسعي لإغتيال أمننا الاجتماعي واشاعة الفوضي في الشارع المصري وهدم كيانه الاقتصادي باستنزاف موارده لإغتيال الثورة الرائعة. ومن ناحية أخري ادعو الي سرعة تفعيل آلية أخري وهي دعوة جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الي أداء دورها بين الناس بشكل قوي وحاسم للنهوض بالوطن وترسيخ مباديء الحرية والعدالة الاجتماعية واتساع رقعة الديمقراطية التي تقودنا الي نظام حكم قوي يعتمد علي دولة المؤسسات لا الأفراد وكفانا ما حدث في ظل حكم الفرد الفرعوني الذي أحال حياتنا إلي هم وغم واكتئاب وحسرة وزاد فوق كل ذلك قيامه بنهب وسرقة ثرواتنا ليل نهار دون أن نفيق من غفلتنا التي أفقدتنا القدرة علي مواجهة هذا الخراب. إنني أثق في قدرة المشير طنطاوي ومعه أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة د.عصام شرف علي اجتياز تلك الفترة الصعبة والعصيبة في تاريخ مصر بتشديد القبضة الحديدية علي مجريات الأمور حتي نغلق الثغرات التي نفدت إليها أيدي التخريب في ظل سياسة »تطييب الخواطر« التي كانت تتبع خلال الاسابيع الماضية والتي اثبتت التجربة فشلها الذريع نتيجة لإستثمار بعض القوي الشريرة لهذا المناخ حيث قام افرادها يقتلعون الأخضر واليابس ويعيثون في الأرض فساداً وهم لا يعلمون ان الله سبحانه وتعالي خير حافظاً لهذه الأمة المذكورة في كتبه السماوية المقدسة في التوراة والانجيل والقرآن وعشت دوماً يا بلادي في كنف الرحمن الرحيم سليمة معافية والويل كل الويل لمن تمتد يديه او يفكر يوماً في اجتياز الخط الأحمر لأمننا القومي أو يروع سلامنا الاجتماعي.