في سنة أولي حرية كيف نحرك الاعلام من الثبات الذي هو فيه بدلا من انتظار التعليمات سواء من فوق أو من تحت من خلال المعترضين.. وهل أصبحت ثقافتنا ومعلوماتنا نتاج الشائعات التي يتم تغذيتها من خلال الإعلام الموجه والذي يحاول البحث عن كل ما من شأنه تثبيتها ؟ وكيف يواجه إعلامنا ثقافة التمرد التي انتشرت مؤخراً وكذلك ثقافة فوق القانون؟ هل تكمن مشكلة الفتن الطائفية في عدم وجود قنوات دينية تتبع التليفزيون المصري لتواجه الفكر بالفكر في القنوات الأخري الخاصة والعربية وهل تحولت برامج التوك شو الي قنبلة موقوته في الإعلام؟ لقد حرصنا علي التعرف علي وحهات نظر المشاهدين والذين يعترضون علي ما يقدم لهم من خلال إعلامنا ويتوجهون الي القنوات أخري ويقعون فريسة أحيانا للإعلام الموجه.. وايضا مواجهة الاعلاميين ورؤساء القنوات الفضائية والارضية بالاتهام ومعرفة كيفية القضاء علي الدور التي تلعبه الاصابع الخفية يري المهندس محمد حسن أحد المشاركين في ثورة 52 يناير أن الإعلام يؤدي دورا كبيرا في حدوث الفوضي وذلك بنشره وتهويله للاحتجاجات والاعتصامات عمال علي بطال - يا أخواننا الإعلاميين إن نشركم لمثل تلك السلبيات يزيدها سلبية وشؤما وفوضي مثل الذي يسكب البنزين فوق النار - فوالله لو تركتم مثل هؤلاء السلبيين دون أن تعطوهم أي اهتمام لانفضوا وانصرفوا - نأمل من وسائل الإعلام أن تركز علي نشر الأمور الإيجابية للثورة مثل محاكمة الفاسدين وتحسين العلاقات الخارجية ومثل ذلك من الإيجابيات لأننا نحب التقليد - ركزوا علي طهارة الثورة وإيجابياتها نرجوكم حتي تنتشر الايجابيات. بين السطور ويسخر أحد شباب الثورة -أحمد عادل- مما يحدث من اعتصامات ويقول هو كل من يريد الدخول الحمام يعمل اعتصام ولا ايه؟ ويجري علي ماسبيرو أين المسئولون وأين الشرطة ولا الحكاية خلاص سداح مداح.. لازم الاعتصامات المفتوحة دي يستخدم معاها القوة لأننا لو تركنا الحال علي ذلك.. البلد سوف تضيع والذي له حق والذي ليس له حق سوف يعمل اعتصام وليلة سودة.. وبلاها سياسة ما بين السطور والتوجيه علي الهوا مثلما ما حدث في التليفزيون المصري من ظهور اعلامي يقول وردت الينا اخبار أن هناك تحركات في منشية ناصر للذهاب الي كنيسة أمبابه ودعم زملائهم بينما رد عليه زميله المندوب الذي يتواجد في مكان الحدث وينقل من هناك تقريرا مصورا بقوله اننا متواجدون هنا ولم نر أو نسمع عن ذلك. تركناها لغيرنا!! لا توجد قنوات دينية لا اسلامية ولا مسيحية تتبع التليفزيون المصري .. وإذا كانت الدولة تقلق من الأفكار المتشددة فإن هذه الأفكار يجب مواجهتها بأفكار وسطية يقبلها الناس ويقتنعون بها لأن محاولات المنع غالبا ما تبوء بالفشل، لأن هناك دائما بدائل فالإنترنت والقنوات الفضائية والأجنبية لن تعطي لهم فرصة للسيطرة أو المنع ويجب علي المؤسسة الإعلامية الرسمية أيضا النظر إلي أهمية مواجهة الفكر بالفكر.. وأن التليفزيون المصري تقاعس كثيرا في وجود قناة دينية رسمية، فالتليفزيون المصري أولي بها من أي مؤسسة أخري حتي لانترك توجيه الفكر للآخرين ويتلاعبون بعقول شبابنا كما يريدون ويشحنونهم بالأفكار المدمرة. الفكر بالفكر ويقول أحمد محمدي بكالوريوس تجارة: زمن اللعب لابد أن ينتهي. ..والذي يلعب بالنار يتلسع بيها .. ولا ايه؟!.. وانني مندهش من البدعة التي ابتدعها المصريون الذين يمارسون سنة أولي حرية وحكاية معتصمون حتي تتحقق مطالبنا أو حتي يأتي رئيس الوزراء أو الوزير أو حتي يحصل كذا. هذه البدعة غير موجودة في دولة ديمقراطية في العالم. وعلي المسئولين عدم السماح بهذه البدعة لأن انتشارها يعني لي الذراع. واذا كنا نتعلم الديمقراطية فلنتعلمها صح.. ومن خلال اعلامنا..واننا ضد سياسة المنع والمصادرة علي أي أفكار وأنا مع مواجهة الفكر بالفكر. ثورة مضادة ويقول الباحث الاجتماعي علي ابراهيم: لابد من الحذر من فلول النظام الذين يحاولون العودة من خلال أي وسيلة إعلامية وهناك حدث غريب فلقد شهدت قناة الشباب الفضائية منتصف ليلة السبت الماضي ثورة مضادة في أحد البرامج لمساندة النظام المخلوع ..وأمر سعيد توفيق رئيس القناة بقطع البرنامج الذي كان علي الهواء في الثانية عشرة والربع وتم نزول لائحة سوداء وكتب علي الشاشة، أن إدارة القناة تؤكد قطع البرنامج لأنه يثير مشاعر المصريين. فقد فوجئ رئيس القناة بما يتناوله البرنامج علي الهواء من حديث من خلال المذيعة وأحد ضيوفها، الذي يقول أنه لم يشعر بالامن إلا في عهد مبارك وأن تاريخه عظيم وحمانا 30 سنة ولابد من أن نرحم تاريخه. وجاءت "تليفونات مفبركة" لتأييد هذا الرأي، ولذلك تم القطع لأن ليس هذا مضمون البرنامج الذي كان متفقا عليه مع إدارة القناة . الإعلام الموجه نحتاج في هذه الأوقات إلي الكثير من الوقت لتقييم الواقع بصورة جدية من شانها تحقيق المصلحة العامة للجميع. مما يتطلب دراسة متعمقة تبحث عن الأسباب الكامنة وراء العنف والأحداث السياسة والصراعات الحزبية التي تجري يومياً بصور متباينة ومتكررة. وهذا يقودنا إلي إعادة النظر والتفكير في الثقافة التي تغذي تلك الأجيال والعقول والتي أصبحت مفروضة أو اعتيادية بالنسبة للكثيرين، ثقافة أكبر مصادرها حالياً هي الإشاعات التي نتقبلها أكثر من الحقائق العلمية وما يخدم وجهات نظرنا ومصالحنا منها نتقبله دون تحقق بينما ما لايخدم أو يدعم وجهات نظرنا نبتعد عنه ونتركه .. وأصبحت ثقافتنا نتاجا لمصدر بعيد عن الحقائق ويتم تغذيتها من خلال الإعلام الموجه، الذي بكل أسف، يتبع رغبات الآخرين. وبعيدا عن الأمانة والمهنية، نري الإعلام إن كان معنياً بقضية أو مخطط ما، فإنه يذهب إليها، ويحاول البحث عن كل ما من شأنه تثبيتها، أما إذا كانت القضية لا تهمه فلا نجده هناك حتي إن وجد الكثيرون.. لأن الإعلام الموجه يستهدف فئة معينة لترويج سياسة او فكرة محددة. ثقافة التمرد والقضية غالباً تأخذ أهميتها ليس من باب الحرص علي الأفراد أو الجماعات وإنما أهميتها تنبع من مصالح فئة صاحبة قرار ترغب في قتل قضايا الشعب. وهذا باختصار إن دل علي شيء فإنه يدل علي قضية أخطر وهي ثقافة فوق القانون التي أصبح المواطن يفخر ويعتز بالخروج عنها، وتتطور الي ثقافة التمرد التي يدعمها المواطن بكل قواه وقدر طاقاته. والدليل ما حدث من الدعوة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأقباط، علي خلفية أحداث مدينة أبوقرقاص بالمنيا، وعددهم 34 معتقلاً صدر ضد بعضهم أحكام عسكرية، بالسجن 3 سنوات. ومن بينهم من يتاجرون في الاعضاء فهل يجوز هذا . وهنا يبرز سؤال كم من السنوات نحتاج كي نتخلص أو نغيّر من تلك الثقافة التي أصبحت عبئاً علينا جميعاً، وأصبحت تعرقل قضايانا الرئيسية، وكلنا نعلم حجم المعاناة التي نمر بها والظروف التي هي خاصة بنا كشعب يتغير. وقد حققنا إنجازات علي المستوي الخارجي ومنها حل ملف المياه وحل مشكلة القضية الفلسطينة وإجراء صلح بين الاطراف وكذلك حل مشاكلنا واجراء التقارب بيننا وبين السودان أو التغيير الذي حدث علي المستوي الداخلي وذلك بدلا من البحث عن الحلول الضيقة ذات المصلحة فقد أصبح من الضروري، وقبل فوات الأوان، وعلينا مقاومة أولئك الذين يسعون الي إجهاض الثورة، وأصبح ذلك الهم الأكبر لهم . صناع الفتنة كما ظهرت قنوات منها قناة تبث من أمريكا منذ بداية عام 2010 ولكن لم يصل ترددها إلي مصر إلا منذ شهر فبراير الماضي من خلال القمر الأوروبي الهوت بيرد وهي قناة تم تعريفها علي أن هدفها هو رعاية كل المتنصرين المعذبين في الأرض وحمايتهم علي حد وصفهم من القهر والظلم الذي يتعرضون له، ومن خلال برامج هذه القناة المختلفة يتم تقديم مجموعة من البرامج أهمها برنامج سقط القناع الذي يقوم بتوضيح وجهة نظر القناة من خلال الدكتور يوحنا زكريا في تعاليم الدين الإسلامي، بينما يستعرض جوزيف نصر صاحب القناة الأحداث التي تحدث في الشارع المسيحي فمثلا في أحداث إمبابة قال إن المسيحيين إذا لزم الأمر فإنهم سوف يلجأون إلي العنف مثلما يلجأ المسلمون إليه ووصفها بأنها جريمة تحدث داخل مصر وعلي كل دول العالم أن تتحرك لتنقذ المسيحيين المضطهدين والمستضعفين في مصر . وعلي قناة الحياة المسيحية والتي تبث من هولندا علي القمر الأوروبي أيضا مجموعة من البرامج التي تساعد علي إشعال الفتنة الطائفية ومن أهم هذه البرامج "سؤال جرئ" الذي يقدمه مذيع إسمه رشيد وهو مصري يعيش في أوروبا وكان صاحب السبق في استضافة كاميليا شحاته واعتبر البعض طبيعة حواره مع كاميليا مستفزة حيث إنه سألها أكثر من مرة باستهجان عن محمد وإيمانها به وعن علاقتها بالقرآن والحجاب ويستعرض رشيد أيضا في حلقاته قصص المسلمين الذين تنصروا واصفا إياهم بأنهم انتقلوا من الظلام إلي النور. كذلك وعلي قناة الكرمة تظهر طبيبة مصرية تعيش في أمريكا للتعليق علي الأحداث الخاصة بالمسيحيين في مصر ففي احدي الحلقات تحدثت عن حالات الاختفاء الخاصة بالفتيات القبطيات واعتبرت أن اختفاءهن مخطط من جانب المسلمين علي حد تعبيرها. رأي أهل ماسبيرو أكدت رئيسة التليفزيون نهال كمال علي تبني التليفزيون المصري تقديم برنامج لإنهاء أي فراغ أمني والبرنامج ينتج بين التليفزيون ورجال الشرطة ليكون مرآة تعكس بشفافية تطور العلاقة ورصد تحركات الشرطة في حال المشاكل وفي تنفيذ العقوبات علي البلطجية ومواجهتهم مع غيرهم من الذين يهدمون أمن الناس. وتقول فاطمة الكسباني رئيسة القناة الأولي أن أهم شئ في هذه المرحلة الفكر وتغذيته بالثقافة المتنوعة ومن خلال المتخصصين وكل حسب تخصصه وهذا سوف ينعكس علي برامجنا . بينما يري رئيس القناة الثانية علي عبد الرحمن أنه لابد من التواصل والتفاعل مع جماهير المشاهدين والشباب الذي تم اللقاء بهم أكثر من مرة والتعرف علي آرائهم وما يريدونه من إعلامهم وبالفعل يتم حاليا عمل تغييرات كثيرة سيكون لها مردود واضح. والتقيت الاعلامي محمد موافي المذيع بقطاع الأخبار وأحد مقدمي برنامج صباح الخير و الذي عاصر تغطية أحداث الثورة منذ بدايتها بالتغطية علي الهواء ومن خلال المتابعات الاخبارية وايضا لأنه لم يتعد من العمر 37 سنة وقد عمل في ال بي بي سي.. وتعامل مع العديد من البرامج الاخبارية وتقديم النشرات الاخبارية ويقول: الحل لكل هذه المشاكل يكمن في المهنية والالتزام بقواعد وآداب المهنة سنكون في منتهي القوة ومنتهي الاثارة دون أن يكون اعلاما موجها لصالح فئة دون الأخري.. وعلينا الالتزام باستقاء الخبر من 3 مصادر علي الاقل قبل إذاعته ولا نذيع خبرا عن شاهد عيان من غير أن نتأكد من أي مصدر.. أو من خلال نمي الي علمنا أو ورد الي علمنا .. وسألته هل عدم وجود قنوات دينية متخصصة تابعة للتليفزيون المصري كان له أثر في ترك الساحة للآخرين؟ فيقول: لقد فشلت القنوات المتخصصة المصرية في جذب المشاهدين ..وظهور قناة دينية في الوقت الحالي غير محبذ لأن سيكون له تفسير خاطئ وسيعتبرونها موجهة.. خاصة وانه في العصر السابق تمت إزاحة كل شئ له علاقة بالدين واعتمدوا في البرامج الدينية علي ضيوف منفرين ولم يقدموا نماذج تنافس مشاهير الشيوخ مثل محمد حسان وغيره من الشيوخ القادرين والمحببين للمشاهدين .. ويضيف موافي أما بالنسبة للقنوات الدينية التي تثير الفتنة فلابد من وقفة حاسمة معها وبحزم من خلال التنبيه عليهم بأن يقولوا ما يشاءون ولكن دون التعرض للآخر.