كرمت موريتانيا الشهر الماضي الموسيقار الكبير راجح داوود وذلك بمنحه وسام الاستحقاق بعد فوز المقطوعة الموسيقية التي ألفها بالمسابقة التي نظمتها الحكومة الموريتانية لاختيار نشيد وطني جديد للبلاد ، الخبر أعاد للذاكرة ما فعلة الفنان الراحل محمد فوزي عندما لحن النشيد الوطني لدولة الجزائر الشقيقة ومنذ هذا اليوم وفوزي أصبح أيقونة في تاريخ الجزائر بل إنها احتفلت بمئويتة هذا العام قبل أي مؤسسة ثقافية أو فنية في مصر ! لدينا عباقرة في مختلف الفنون وعلي رأسها الموسيقي التي يعد راجح داوود واحدًا من جواهرها النفيسة منذ ان صنع مدرسة خاصة به في مجال الموسيقي التصويرية ، لك أن تتخيل أنه نافس موسيقيين موريتانيين في ابتكار مقطوعة موسيقية من روح وبيئة مجتمعهم وذلك بعد أن درس فلكلور هذا البلد وموسيقاه في زمن قياسي ليتفوق ببصمته الخاصة التي ورث جيناتها من أسلافه العباقرة مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي لحن النشيد الوطني الليبي قبل أن يستبدله القذافي ثم يعود اللحن مجددًا بعد سقوط نظامه . يستحق راجح داوود تكريمًا آخر من الدولة المصرية رغم نيله جائزة الدولة التشجيعية عام 96 ، وجائزة الدولة للتفوق عام 2003 ، قد يري البعض أن التكريم مرة او مرتين كاف ولكن قدر المبدعين أن نكرمهم في حياتهم ليروا قيمة ما انجزوه ، ويكفي أن مئوية العملاق محمد فوزي تمر دون إحم او دستور في وزارة الثقافة.