لن تجد في التاريخ العسكري جيشا يقدس الشهادة من اجل حماية تراب وطنه مثل الجيش المصري، الحياة لا تساوي شيئا لدي الجندي المصري الذي قرر التضحية من اجل بقاء راية مصر مرفوعة، القتال مستمر حتي النصر، وراية الشهادة تنتقل من جيل إلي جيل، قد ترحل الاجساد لكن الذكري تبقي ملهمة لمن يأتي بعدهم ويستكمل القتال باخلاص لعقيدة الجيش المصري المقدسة منذ فجر التاريخ..النصر او الشهادة. في يوم الشهيد تتلاحق صور الابطال، وتقف عن بطولات استثنائية قدمها ثلاثة رموز كل منهم يشير إلي حقبة زمنية ومقاتل استثنائي تحول إلي اسطورة وطنية لاتنسي، اولهم الشهيد عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة عقب نكسة 1967، القائد الذي لا يفارق جنوده ويقف معهم علي خطوط النار مستهينا بقوة العدو، ومؤمنا بأن الموت لحظته قادمة لامحالة، فضل ان تأتي وهو واقف بين جنوده مرتديا زي القتال، واجه هجوم العدو وهو يتفقد جبهة القتال بصلابة جندي مصري عابر للعصور، كان استشهاده درسا للجميع، قادة وجنودا، الكل في واحد من اجل تحقيق الانتصار. الصورة الثانية لأسد الصاعقة العميد ابراهيم الرفاعي، قائد المجموعة 39 قتال، المقاتل الذي حصل علي ترقيات استثنائية منحته رتبة العميد وهو في عمر 41 سنة، بطل اسطوري لم تتوقف بندقيته عن اطلاق النار في سيناء في مواجهة قوات العدو المتقدمة عقب النكسة، كان لديه علاقة خاصة بسيناء لايمر وقت طويل حتي يكون مع مجموعته خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمة ناجحة تكبد العدو خسائر فادحة، وظل يقاتل حتي اخر لحظة في حياته من اجل مصر واستشهد بعد تدمير احد المعابر التي استخدمها العدو في الثغرة مضحيا بحياته حتي تستكمل مصر انتصارها في حرب 1973. »منسي بقي اسمه الاسطورة»، هكذا يردد طلبة المدارس اسم الشهيد احمد المنسي بطل الحرب علي الارهاب في سيناء، القائد الذي تسلم راية الشهادة من اجل مصر من رياض والرفاعي، ليمنح المصريين ملحمة جديدة من ملاحم الجيش المصري، مقاتل ظل مع جنوده حتي اخر لحظة، دون ان يفكر في الاستسلام رغم عنف الهجوم، ليستمر في حماية موقعه حتي الشهادة، وتضيع علي الارهابيين فرصة جديدة لاحتلال الارض، وكانت وصيته الملهمة بأن يدفن بلباسه العسكري ويلف في علم مصر مع شعار قوات الصاعقة لينقش صورته بجوار العظماء في أذهان جيل جديد من المصريين عبر نموذج متجدد في التضحية والفداء، يمهد الطريق امام ابطال جدد من قوات الصاعقة المصرية لتحمل راية الشهادة من اجل حماية امن مصر ويؤكد مرة اخري ان الابطال العظام لا يرحلون.