اختلف تفكير الدولة وتخطيطها لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية والضغط علي المرافق والبنية الأساسية بالمدن الكبري وعلي رأسها القاهرة والإسكندرية، فاتجهت الدولة إلي تبني استراتيجية تخطيط عمراني تهدف إلي انشاء عدد كبير من المدن الجديدة لزيادة الرقعة العمرانية وتحقيق تنمية مستدامة لاستيعاب الزيادة السكانية وخلق فرص تنموية واستثمارية جديدة. كتب مصطفي متولي: فعلي مدار السنوات الأربع الماضية بدأت الدولة بناء عدد من المدن الجديدة، من طراز الجيل الرابع، لتبتعد عن نماذج المدن التقليدية ولتضع لمسات إبداعية ونموذجية لتحقق التنمية المستدامة، وعلي رأس هذه المدن جاءت العلمين الجديدة لتعطي مثالاً لمدينة ساحلية متكاملة يعيش فيها المواطنون بشكل مستدام وليس موسميا وقال د. مصطفي مدبولي وزير الإسكان، إن إنشاء جيل جديد من المدن الجديدة، يتضمن أهدافا عديدة منها أن تكون مراكز تنموية علي مستوي مصر، وكذا إحداث نوع من الاتزان وعدالة التنمية في إطار مبادئ المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية في مصر 2052، وتعظيم تنافسية مصر لجذب الاستثمارات، وزيادة معدل النمو الاقتصادي من خلال ربط شبكة مراكز التنمية بالمناطق الإنتاجية، وتوفير الخدمات التقنية المتكاملة للمواطنين علي مستوي المحافظات والمدن الجديدة، مشيراً إلي أن معايير الاختيار تتضمن مناطق التنمية ذات الأولوية المحددة من خلال المخطط القومي 2052، والتعاون الدولي والاستثمار مع دول الجوار والتنافسية مع دول الجوار في جذب الاستثمارات، والمشروعات الكبري القومية والإقليمية المنفذة والجاري تنفيذها والمستقبلية، وتحفيز التنمية خارج الوادي في مناطق التنمية الجديدة، والخدمات اللوجيستية العالمية الداعمة لقطاعي التجارة والصناعة في محور قناة السويس، ومشروعات الربط القارية والإقليمية، بجانب تحفيز التنمية والاستثمار بالأقاليم المغلقة مثل الدلتا. وأكد الوزير أن مدن الجيل الرابع تهدف لتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها السكان، وتطبيق نظامي الشباك الواحد، الحكومة الإلكترونية، بحيث يستطيع قاطنو تلك المدن إنهاء جميع الخدمات بدون الذهاب إلي أكثر من مكان. وأوضح مدبولي ان مساحة المدينة تبلغ 48 ألف فدان ومن المتوقع ان يبلغ عدد السكان 3 ملايين نسمة، وستضم المدينة 20-25 ألف غرفة فندقية علي مساحة 7770 فدانا بالمنطقة الساحلية »القطاعين الشرقي والغربي» و14 حيا سكنيا متعدد المستويات، ومناطق صناعية بمساحة 5 آلاف فدان ومناطق لوجستية بمساحة 3 الاف فدان، ومراكز بحثية وجامعات بمساحة ألفي فدان، ومناطق تجارية وخدمية بمساحة 5 الاف فدان مشيرا الي ان هناك 4 مراحل لتنمية المدينة: الاولي بمساحة 14300 فدان والثانية بمساحة 14 الف فدان، والثالثة بمساحة 9900 فدان والرابعة بمساحة 10700 فدان. وقال د. سيف الدين فرج خبير الاقتصاد العمراني ، إن الدولة استفادت من تجاربها السابقة في تنفيذ المدن مثل زايد والعاشر من رمضان، بتجنبها السلبيات التي عانت منها هذه المدن في بداية إنشائها، واتجهت إلي انشاء مدن الجيل الرابع التي يتم تنفيذها لأول مرة في مصر، وقال ان العلمين الجديدة تعتبر أول مدينة صديقة للبيئة ، وستعتمد بشكل كلي علي الطاقة الشمسية. واشار فرج إلي ان هناك مكاسب اقتصادية واستثمارية ستجنيها الدولة بعد إنشاء المدينة، وعلي رأسها توفير عدد كبير من فرص العمل وفتح الاستثمارات أمام القطاع الخاص، إضافة إلي ان المدينة تضم مقومات صناعية وزراعية ستساعد بشكل كبير علي دفع عجلة الاقتصاد المصري، إضافة إلي تنشيط حركة السياحة بشكل كبير طوال العام. واكد فرج أن اتجاه الحكومة إلي التوسع في انشاء مدن جديدة وزيادة الرقعة العمرانية، سيخفف من الضغط علي المدن الكبري مثل القاهرة التي يزيد عدد سكانها علي 20 مليون نسمة، إضافة إلي إيجاد حل دائم لمشكلة التكدس السكاني بتلك المدن، والتخفيف عن البنية التحتية التي أصبح جزء كبير منها متهالكاً.