أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشوري السعودي د.زهير الحارثي في تصريحات خاصة ل»أخبار اليوم» أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر تأتي في سياق إعادة بناء منظومة العمل العربي المشترك، بتركيزها علي حماية الامن القومي العربي ومواجهة الإرهاب ما يعني بناء تكتل حقيقي قادر علي التعاطي مع التحديات الراهنة. وأشار إلي أن هذه الزيارة هي الأولي للأمير محمد منذ توليه ولاية العهد. وقال إن توافق الرياضوالقاهرة بمثابة بناء تحالف عربي تجاه أي طرف في محيط سياسي جديد، وبالتالي معرفة ما إذا كان يمثل مصدر دعم أم تهديدا للمصالح العربية. الرياض - حازم الشرقاوي: قال الحارثي إن الزيارة تسقط اقنعة أصحاب بضاعة التصيد. وتلك أطراف لها أجندتها وتستفيد من التباعد السعودي المصري ولا تنفك تحاول تضخيم وتهويل اختلاف وجهات النظر إزاء ملفات معينة. وأضاف ان هذه الزيارة ترسخ أيضا فكرة تأمين الدائرة العربية وأن المساس بأمن مصر او السعودية هو مساس بالأمن القومي العربي وهي كذلك رسالة للداخل المصري لقطع الطريق علي عناصر مشبوهة لا تنفك القيام بإثارة الفتن واختلاق إشاعات ومغالطات أو ما يؤدي لتهديد العلاقات الراسخة بين البلدين. وشدد علي أنه يتفق مع الرأي الذي يري أن مصر والسعودية تشكلان العمود الفقري لنظام إقليمي عربي مأزوم ويحتاج إلي رافعة لا يقدر علي توفيرها سوي تحالف استراتيجي بين البلدين، وذلك برسم »علاقتهما الثنائية وفقاً لمتطلبات واحتياجات الأمن القومي». وأضاف أن السعودية تشعر ان دعم الدبلوماسية المصرية وفي هذا الوقت تحديدا ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة ولقاء الرئيس المصري وولي العهد السعودي يعيد صياغة ترتيب الاولويات بما يخدم حماية الامن القومي العربي ومواجهة الارهاب والتوافق حيال قضايا المنطقة وبالتالي سوف يخيب أمل المراهنين علي اختراق العلاقات السعودية المصرية وسيفشلوا كما فشل مشروعهم التآمري علي بلداننا ولن يحصدون شيئا سوي الحسرة. وأوضح أن التحالفات العربية التقليدية والقديمة لم تعد ذات جدوي لاسيما في ظل صعود إيراني وتركي، بل أن الوضع في تدهور وتراجع علي كافة الأصعدة. ولذلك أصبح التحالف السعودي المصري مطلوبا لحماية الامن القومي العربي بهدف مواجهة المشاريع التي تحاك من قبل كل من المحور الإيراني، والتركي العثماني، والمشروع الاميركي الاسرائيلي، ما يخلق حالة من توازن القوي في المنطقة فوجود سياسة عربية فاعلة تستطيع أن تملأ الفراغ أصبح ضرورة. وقال هناك ملفات ثنائية كثيرة ستكون محل نقاش والملف الاقتصادي سيكون بارزا نظرا لما يعيشه البلدان من تحول تنموي ومشاريع ضخمة قادمة لا سيما ونحن نتحدث عن شراكة حقيقية تجمعهما والقاهرة سيكون لها حيز في رؤية 2030 ولعل مشروع »نيوم» والبحر الأحمر وغيرها ستنعكس إيجابا علي الاقتصاد المصري. وأضاف ان المتأمل للوضع الإقليمي يلحظ أنه يتسم بدرجة كبيرة من السيولة السياسية وتسارع المتغيرات وهي بمثابة تحديات ما يحتم التعاطي معها ومواجهتها ببلورة رؤية استراتيجية لا سيما فيما يتعلق بملفي الأمن القومي العربي والإرهاب. ولذا فالسعودية تشعر بأن هناك محاولات لتشويه الدور المصري ومحاولة سحب البساط من القاهرة من قبل أطراف ودول إقليمية، ما يجعلها ترفض ذلك بشدة ولا تقبل به لقناعتها بأن ذلك سيؤدي حتما إلي اختلال في موازين القوي، فضلا عن جهودها في القضية الفلسطينية لأنه لا بديل عنها في هذا الشأن، ناهيك انه لا يوجد من يمتلك مقوماتها وتوازنها في المنطقة سواء في علاقتها مع إسرائيل أو مع الأطراف الفلسطينية، ما يجعل دعم الدبلوماسية المصرية وفي هذا الوقت تحديدا ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة ودول الخليج تحديدا.