هل انصرف الناس بالفعل عن قراءة الصحف ؟وهل تختفي الصحافة وتقل أهميتها في العصر القادم؟ وماهي أسباب وملامح هذا الانصراف؟ هذه التساؤلات تستدعي التفكير فيها والبحث عن إجابات لها ودراستها بجدية ، خاصة مع التدهور المستمر في أرقام توزيع الصحف الورقية وارتفاع تكلفتها، وقلة الإعلانات اللازمة لدعم استمرارها، وتدخل جهات عديدة في إدارتها ووضع سياساتها، وتأثير الحالة الاقتصادية التي دفعت الناس للاستغناء عن أشياء كثيرة ومنها شراء الصحف، ومع التوسع العشوائي في إصدار الصحف وانكماش سوق الإعلان، وارتفاع تكاليف الإنتاج وظهور الصحافة الاليكترونية التي تتابع الخبر علي مدار الساعة، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح التعامل مع الأخبار وإبداء الرأي والتفاعل مع الأحداث، وثبات سياسات الصحف عند أساليب محددة في الكتابة والصياغة والتناول والمحتوي قد تتحقق بالفعل توقعات اختفاء صحافة الورق! هذه التوقعات التي أعلنها بعض خبراء العالم تشير إلي بدء انقراض الصحف الورقية، بنسب وأطر زمنية متفاوتة، وصولاً إلي انقراضها التام في عام 2040، ومنهم روس داوسن، وفيليب ماير، مؤلِّف كتاب »النهاية الحتمية للإعلام الورقي»، الذي حدد عام 2043 ليكون عام النهاية للمطبوعات الورقية، وحذر الخبير الفرنسي في مجال الإعلام برنار بوليه، في كتابه »نهاية الصحف ومستقبل الإعلام»، من وجود عوامل تشكّل خطراً علي الصحف، في مقدمتها تزايد سلطة الإنترنت وتراجع الايرادات من الإعلان، إضافة الي عدم اهتمام جمهور الشباب بالصحف المطبوعة وتغير انماط التفكير والقراءة وانتصار ثقافة المعلومة المجانية. في زمن مضي علمنا أساتذة كبار أن الصحافة هي صوت القارئ الذي يدافع عنه، وهي عينه التي يري بها مايحدث حوله، وهي التي تشكل وعيه وتمد عقله بما يحتاجه من معلومات، وأن هذا الارتباط الوثيق هو القاعدة الأساسية لنجاحها واستمرارها، وحين تغير الزمن وتغيرت الصحافة وتبدلت القواعد كان طبيعيا أن يبدأ الانصراف.. وأعتقد أن إدراك كل هذا يحتاج للبحث عن تغيير حقيقي وجاد....... ..وللحديث بقية