رجب طيب أردوغان رئيس تركيا يعيش في وهم إعادة الخلافة العثمانية واستعادة أمجاد اجداده في السيطرة علي بلاد المشرق والمغرب وإقامة الإمبراطورية العثمانية التي لا تغيب عنها الشمس، ونسي أردوغان أو تناسي ان الزمن اصبح غير الزمن . وان رياح التغيير شملت مختلف أنحاء العالم وظهرت دول وممالك لم يكن لها وجود اثناء الحكم العثماني الذي استمر أربعة قرون خرج بعدها الي غير رجعة بعد ان تدهورت امبراطورياته وانهارت سطوته حتي اطلق عليه اسم (الرجل المريض). ويعلم اردوغان تماما أن مصر بثقلها الحضاري والثقافي والتاريخي وموقعها الفريد هي العقبة الكؤود التي تتحطم عليها أطماعه وأحلامه. وحين اندلعت احداث يناير 2011 في تونس ومصر وسادت المنطقة موجة الربيع العربي التي خططت لها ومولتها أمريكاوتركيا وإسرائيل وقطر تصور اردوغان ان الظروف أصبحت مهيئة لتحقيق احلامه وطموحاته وحين خرج ملايين المصريين في 30 يونيو 2013 يعلنون رفضهم لحكم الاخوان ويفوضون الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة الاٍرهاب المحتمل الذي ستتعرض له مصر وينتخبونه بالإجماع رئيسا للبلاد أدرك أردوغان ان احلامه تبخرت في الهواء وصارت اوهاما وواصل اردوغان موقفه العدائي من مصر وهو يعلم ان تصدي الرئيس السيسي للمؤامرة الدولية التي كانت تحاك ضد مصر كانت السبب الرئيسي في تحطيم احلامه في احياء الامبراطورية العثمانيةوجاء اكتشاف حقل ظهر للغاز في شرق البحر المتوسط والذي أكدت عمليات التنقيب التي قامت بها شركة ايني الإيطالية ان هذه المنطقة تحتوي علي كميات هائلة من الغاز الطبيعي تقدر بتريليونات الأقدام المكعبة يكفي احتياجات مصر وتصدر كميات كبيرة من الغاز المسال الي أوربا لتصبح مصر بذلك احدي الدول الكبري المصدرة للغاز الطبيعي. وقد اثار هذا الاكتشاف الهام حقد اردوغان وهو يجد احلامه تتبخر تدريجيا وتتحول الي اوهام ففقد صوابه وبدأ يهدد ويشكك في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها مصر مع قبرص واليونان مؤخرا ويعلن عدم اعترافه بها بزعم ان قبرص واليونان من بين ممتلكات الامبراطورية العثمانية التي زالت من علي الخريطة ولَم يعد لها وجود الا في أوهامه فقط، وعلي الفور تحركت القطع البحرية والطائرات المصرية الي المنطقة تعلن استعدادها للمواجهة والتصدي لأية محاولات للمساس بالسيادة المصرية علي التراب المصري ليراجع اردوغان نفسه ويعلم ان المواجهة لن تكون في صالحه وان مصر القوية قادرة علي الدفاع عن ارضها مهما كانت التحديات، وليعلم اردوغان واعوانه ان في مصر قيادة وطنية حكيمة وجيشا وشعبا ابيا يقف في وجه من يفكر ولو للحظة واحدة في المساس بها او النيل منها وليبقي اردوغان حبيس أوهامه في إقامة الامبراطورية العثمانية.