حافظت " وحدة شهادة النيل الدولية" علي استقلاليتها منذ إنشائها بعيداً عن التعقيدات البيروقراطية باعتبارها مشروعاً قومياً نهضوياً للارتقاء بمستوي التعليم ما قبل الجامعي، ويتم تمويل هذا المشروع من خلال صندوق تطوير التعليم التابع لرئيس مجلس الوزراء،. وهو صندوق له الشخصية الاعتبارية، يهدف إلي توفير متطلبات السوق المصرية من الكوادر البشرية المؤهلة تأهيلاً علمياً متميزاً، والارتقاء بكفاءة هيئات التدريس والمعلمين والمدربين لمراحل التعليم المختلفة، والمساهمة في توطين وتطوير التكنولوجيا المتقدمة. تتعدد مجالات عمل الصندوق لتشمل إنشاء وتطوير كليات الدراسات العليا المتخصصة، والتوسع في التعليم التطبيقي، وتطوير وإعادة تأهيل المدارس الفنية، وإنشاء وتطوير مراكز تأهيل المدربين، وإنشاء الجامعات والمدارس التعاونية والخاصة التي لا تهدف إلي الربح. يحصل الصندوق علي موارده من المنح والقروض التي توافق عليها الدولة، والتبرعات والهبات والاعتمادات التي تخصص له في موازنة الدولة، وحصيلة استثمار موارده. أصدر المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء القرار رقم 1918 لسنة 2016 بشأن إعادة تنظيم وحدة شهادة النيل الدولية، وحدد في هذا القرار أهداف الوحدة واختصاصات مجلس الأمناء باعتماد الرؤية والرسالة لوحدة شهادة النيل الدولية ومدارس النيل المصرية، ورسم السياسات المتعلقة بتطوير وتحديث الشهادة، واعتماد خطط الوحدة فيما يخص نشر النظام التعليمي في المدارس الحكومية والخاصة، وخطط تسويق الشهادة داخل جمهورية مصر العربية وخارجها. واللافت أن هذا المشروع المتميز يحقق للدولة المصرية نظاماً تعليمياً متكاملاً، ويمنح شهادة مصرية مصممة وفقاً للمعايير الدولية مما يعد نقلة نوعية هائلة لنظام التعليم قبل الجامعي في مصر. يشتمل النظام التعليمي لشهادة النيل الدولية علي مناهج مرنة مصممة وفق المعايير العالمية، وتعتمد في تنفيذها علي إبداع المعلم المؤهل واحترام مهنيته واختياره لمصادر التعليم المتاحة، ودمج التطبيقات التكنولوجية الحديثة بهدف تحقيق نواتج التعلم المستهدفة، كما يشتمل النظام علي تنمية مهنية متنوعة للمعلم والقيادات التربوية تستهدف بناء قدراتهم لتنفيذ النموذج الفريد للشهادة الجديدة، وينفرد هذا النظام التعليمي الجديد بمنظومة متطورة للتقييم وقياس مدي تحقق نواتج التعلم بعدالة وشفافية. ويتسم التقويم في هذا النظام الجديد بمراعاة جميع الجوانب المرتبطة بالتعلم، والمحتوي من جوانب معرفية ووجدانية وسلوكية للمتعلم، كما يشمل موضوعات المقرر بصورة شاملة ومتوازنة بما فيها العمليات العقلية التي يمكن أن يكتسبها المتعلم من مهارات تفكير إبداعي وتفكير ناقد وغير ذلك. يتضمن نظام شهادة النيل الدولية أربعة برامج لمراحل رياض الأطفال، والابتدائي، والإعدادي، والثانوي، كما يتميز هذا النظام بالحفاظ علي الهوية الثقافية العربية مع مطابقته للمعايير الدولية وذلك من خلال إعطاء اهتمام متساو لتعلم اللغة العربية واللغة الإنجليزية. تعتمد برامج مدارس النيل المصرية علي مبادئ حرية التفكير والإبداع، والتفاعل بين الطالب والمعلم، وبث روح العمل الجماعي، واكتساب المهارات، واستكشاف ثقافات العالم، واحترام الرأي الآخر. ويراعي هذا النظام تطوير وتحديث المناهج باستمرار، واستخدام أساليب التعلم الجديدة، وتطوير مهارات المعلمين والقيادات التربوية للحفاظ علي التنافسية والتفرد. كما يتميز هذا النظام بأسلوب فريد لنشر اللغة العربية في العديد من الدول الإفريقية والدول العربية التي تنتهج هذا النظام.الخلاصة أن وحدة شهادة النيل الدولية تقدم نموذجاً مبتكراً لنظام تعليمي مصري متكامل ومستوف لأحدث المعاييرالدولية، وهذا النظام مؤهل لمنافسة الأنظمة والشهادات العالمية حال اكتماله دون عوائق والحفاظ علي استقلاليته. ربما يكون التهديد الوحيد هو رغبة وزارة التربية والتعليم في الهيمنة علي منجزات مبادرات إصلاح التعليم في مصر ومن بينها هذا المشروع الفريد، وبالتالي يجدر التمسك بالفرصة وتلافي التهديد. لم ولن ننساك أبدا.