خمسة أسباب تكمن وراء نجاح مسلسل »الطوفان» الذي انتهي عرض حلقاته قبل أيام قليلة، الاول مضمون العمل وقصته المختلفة عما هو سائد من دراما والتي تعتمد علي الاستنساخ من أعمال اجنبية لا تناسب مجتمعنا او التركيز علي البلطجة وتجارة المخدرات والثاني عرض المسلسل خارج موسم رمضان فأتاح له فرصة المشاهدة بعيدا عن الزحام والثالث الاعتماد علي البطولة الجماعية والابتعاد عن نظرية النجم الاوحد فالعمل شارك في بطولته ما يقرب من 22 نجما ونجمة تم اختيارهم بدقة وكان كل فنان منهم بطل في عالمه، ورابعا وجود مخرج مخضرم (خيري بشارة) بارع في استخدام ادواته وتطويع ممثليه وتوجيههم لاداء الشخصيات المطلوبة منهم فذابوا فيها وقدمهم وسط كادرات سينمائية عميقة أبرزت عمق الشخصيات وملامحها الرئيسية ليصبح »الطوفان» درة أعماله الدرامية التي اخرجها للشاشة الصغيرة، اما السبب الخامس وهو ما كان لهذا العمل أن يخرج للنور الا بوجود شركة انتاج وهي »مجموعة فنون مصر» تمتلك رؤية وحسا فنيا ومجتمعيا بقيمة الدراما وتأثيرها علي المجتمع فتصدت لانتاج عمل درامي اعاد الي الاذهان الاعمال الرائعة التي قدمها التليفزيون المصري بقطاعاته وقت ريادته فاستحقت الشركة النجاح وثقة المشاهد فيها؛ واذا تحدثنا عن ابطاله ؛ فقد برعت وفاء عامر في تقديم »منيرة» السيدة المغلوبة علي أمرها والساذجة التي تتصرّف بتلقائية إلي درجة تتسبّب في مشكلات وإحراج لأشقائها، وقدمت وفاء اداءا اقرب الي اسلوب السهل الممتنع مما ضاعف حب المشاهدين لها اما أحمد زاهر فيبدو انه اخذ عهدا علي نفسه بألا يقدم عملا دراميا والا يترك بصمة قوية عند جمهوره؛ وكانت شخصية »عمر» آخر بصماته التي جذبت الجميع اليها بسبب صدقها؛ في حين كان فتحي عبد الوهاب تلقائيا وبسيطا كعادته فوصل احساسه للجمهور بسهولة كما برعت الفنانة نادية رشاد في تقديم دور الأم صفية وكانت الشخصية بمثابة طاقة النور للاسرة للعودة الي قيم الطبقة المتوسطة وتميز ماجد المصري في تقديم شخصية الشيخ الانتهازي الذي يعيش صراعا بين العمل الدنيوي ورغبته في كسب الآخرة وقدمه بلمسة كوميدية رائعة جعلت المشاهد يتفاعل معه رغم انتهازيته.