انتشرت ظاهرة الإصابة بمرض السكر في السنوات الأخيرة، فأصبحت مصر في المرتبة الثامنة عالميا من حيث الإصابة بالمرض بنسبة تقدر ما بين 8 إلي 11 مليون شخص، في ظل توقعات بأن يصل العدد ل15 مليون مريض بحلول عام 2040، وأشارت تقارير عالمية أن المرض أصبح أكثر انتشارا بين الشباب والنساء، وذلك بسبب النظم الغذائية والعادات غير الصحية، ورغم أن المرض نفسه غير مقلق إلا أن مضاعفاته - إذا أهمل - تمثل خطرا كبيرا. أكد د. صلاح الغزالي حرب، رئيس اللجنة القومية للسكر، أن مرض السكر عبئا خطيرا يتزايد يوما بعد آخر، حيث إن 415 مليونا من البالغين كانوا يتعايشون مع مرض السكر في عام 2015، وأنه بحلول عام 2040 سيصاب واحد من كل عشرة بالغين بهذا المرض، مؤكدا أن الاحصاءات أثبتت أن هناك ما يزيد علي 199 مليون امرأة مصابة بالسكر في العالم ومن المتوقع أن يزداد العدد ليصل إلي 313 مليونا بحلول عام 2040. من جانبها أوضحت الدكتورة ماري رزق، أخصائية التغذية وأستاذ الغدد الصماء وإدارة السمنة بجامعة القاهرة، أن 1 من كل 10 نساء فوق سن 20 عاما تعاني من مرض السكر، مما يستدعي ضرورة التشخيص المبكر والوقوف علي طرق العلاج المختلفة التي تناسب كل مريض وذلك لتجنب مضاعفات المرض الخطيرة. من جهتها، أشارت الدكتورة ايناس شلتوت، أستاذ علاج السكر بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيسة الجمعية العربية للسكر، إلي أن واحدا من كل خمسة شباب وأطفال في مصر تقريبا مصاب بالسمنة، 20% منهم مصابون بارتفاع في نسبة السكر بالدم، كما أن 85% من الأطفال والشباب المصابين بالسكر مصابون بالسمنة ولديهم تاريخ وراثي في العائلة للإصابة بالمرض، لافتة إلي أن التقارير العالمية والمحلية تحذر من انتشار السكر بين المراهقين والشباب دون العشرين من عمرهم، وأن إحصائية تشير إلي أن مرضي السكر في مصر بلغوا 8 ملايين مريض، بينما إحصائية أخري تقول إنهم 11 مليونا. وللوقاية من مرض السكر ومضاعفاته بين الشباب والمرأة، شدد الدكتور أحمد عبدالمنعم خريبة، استاذ الباطنة والغدد الصماء بكلية طب الأزهر، علي ضرورة فحص مستوي السكر في الدم بشكل منتظم لأي شخص لديه زيادة في الوزن أو بعائلته مصاب بالسكر للاكتشاف المبكر والسيطرة علي المرض، بالإضافة إلي تجنب تناول الوجبات السريعة، والتأكد من تناول الطعام بطريقة صحيحة، وعدم تخطي وجبة الإفطار، والقيام بممارسة بعض الأنشطة الرياضية بانتظام، وقضاء وقت أقل في مشاهدة التليفزيون وتصفح الانترنت، والحفاظ علي وزن مثالي. وأضاف الدكتور هشام الحفناوي، عميد المعهد القومي للسكر ورئيس اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة والسكان، أن مرض السكري يتسبب في وفاة شخص كل 6ثوان في العالم حسب تقرير الاتحاد الدولي للسكر، وأن الاكتشاف المبكر للمرض يجنب مضاعفاته الخطيرة وخفض اعداد المصابين به، مشيرا الي انه المسبب الرئيسي لفقدان البصر والفشل الكلوي واعتلال الأعصاب الطرفية وتصلب الشرايين الطرفية وكلاهما قد يؤدي الي مشاكل القدم السكري وما يتبعها من تطورات خطيرة، كما أنه يصيب بجلطات القلب والسكتة الدماغية وضعف القدرة الجنسية هذا بجانب مضاعفات اخري عديدة، وقال إن وزارة الصحة والسكان وافقت علي استخدام علاج ميتفورمين بهدف خفض خطر الإصابة للأشخاص الأكثر عرضة او الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بمرض السكر. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور يحيي مصطفي غانم، استاذ ورئيس اقسام الامراض الباطنة بكلية الطب جامعة الاسكندرية، أن الأشخاص الأكثر عرضة لمرض ما قبل السكر هم الذين يعانون من سمنة مفرطة وخصوصا بمنطقة الخصر، والمصابين بارتفاع ضغط الدم، والدهون الثلاثية، او الذين لديهم تاريخ عائلي وراثي مثل إصابة الاب، او الام بمرض السكر، حتي وان لم تظهر عليهم اعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي من ضمنها شرب المياه كثيرا، والتبول المستمر.