حفر 453 حوضاً للأسماك البحرية.. و626 للجمبري.. و83 للأسماك النيلية.. و186 حضانة 6600 طن جمبري وأسماك بحرية ونيلية في كل دورة انتاجية تحولت منطقة »بركة غليون» إلي خلية نحل تعمل علي قدم وساق تربط الليل بالنهار للإسراع في وتيرة العمل والانجاز، عشرات الشركات تعمل في وقت واحد علي أرض الواقع لسرعة الانتهاء من المشروع العملاق لإنشاء مدينة صناعية سمكية علي ساحل البحر المتوسط هي الأكبر في الشرق الأوسط. هذه المنطقة الساحلية تتبع مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، كانت توصف دائما بأنها منطقة مهجورة وسبب في كوارث عديدة لتعدد وقائع الهجرة غير الشرعية التي تنطلق منها نظرا لانها اقرب نقطة للوصول الي الساحل الأوروبي، ولكن سرعان ما تحولت بأيادي المصريين إلي منطقة مشروعات قومية. منطقة بركة غليون كانت عبارة عن تجمعات مائية منخفضة تطل علي البحر المتوسط، ولا تصلح نهائيا لإقامة مشروعات عليها، باستثناء المزارع السمكية فقط، لقربها من البحر، وكان هناك حلم للاهالي علي مدار عشرات السنين لاستغلال هذه الأراضي الشاسعة والواقعة علي الطريق الدولي الساحلي وتحول بالفعل هذا الحلم الي حقيقة بإقامة أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط وأصبحت واقعا ملموسا يشعر به الجميع. الشركات العاملة بالمشروع حققت الإعجاز في فترة وجيزة من الزمن بحفر 453 حوضًا للسمك البحري مساحة الحوض الواحد 50مترا في 150 مترا، و626 حوضًا لسمك الجمبري، مساحة الواحد 50مترا في 50مترا، كما يوجد أيضا 186 حضانة لتحضين الزريعة ورعاية الأسماك، كما أن المشروع به معمل للتفريخ، لإنتاج »الزريعة» بمعدل 20 مليونا من الأسماك البحرية البوري والوقار والدنيس والقاروص و2 مليار وحدة جمبري. كما يوجد 83 حوضاً للأسماك النيلية وعائلة البوري مساحة الحوض الواحد 200 متر في 100 متر، كل ذلك علي مساحة 4 آلاف فدان كمرحلة أولي، الطاقة الإنتاجية للأسماك البحرية 3 آلاف طن في الدورة الإنتاجية الواحدة، و2000 طن جمبري كل 4 أو 6 شهور، و1600 طن اسماك مياه عذبة كل 9 أشهر، كما يوجد 10 مبان للصيادين كل مبني يسع 24 شخصا وقاعة للمؤتمرات وإنشاء مركز للتدريب والتأهيل للصيادين والعاملين بالمشروع، ويوجد مركز تعليمي لطلبة الكليات، كما سيتم ايضا مساعدة الطلبة في تحضير رسائل الماجستير والدكتوراه، حتي ان أعمال التشجير والتجميل تسير بخطي سريعة، وكل الشركات العاملة في المشروع تسابق الزمن للانتهاء من الأعمال الموكلة إليها، تمهيداً لافتتاح الرئيس للمشروع خلال أيام. وأثناء جولة »أخبار اليوم» داخل المدينة الصناعية السمكية بمنطقة بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ شاهدنا اعتماد مشروع الاستزراع السمكي العملاق ببركة غليون علي مفرخات ضخمة لانتاج وتربية الزريعة وتشغل المفرخات مساحة 17 فدانا.. وتنقسم الي قسمين هما: الأول خاص بالاسماك البحرية وبه 18 حوضا دائريا مغطي لرعاية امهات الاسماك والتي يتم فيها عملية التزاوج والتخصيب وانتاج البيض ..كما يوجد بقسم الاسماك البحرية 4 عنابر بها 80 حوضا لتربية الزريعة حتي تصبح جاهزة لوضعها في الحضانات ومنها الي الاحواض السمكية التي تستمر بها حتي نهاية دورة التربية لتصبح جاهزة لطرحها بالأسواق.. والقسم الثاني خاص بالجمبري ويضم عنبرين لرعاية امهات الجمبري.. و8 عنابر لرعاية وتربية الزريعة »اليرقات» بإجمالي 248 حوضا.. كما تضم المفرخات 4 ورش بها أحواض التغذية الطبيعية للزريعة في المراحلة الاولي من عمرها ويتم امدادها خلال تلك المرحلة بالطحالب والكائنات الدقيقة. ويوجد بكل عنبر من عنابر الزريعة وحدة لاعادة تكرير واستخدام المياه وتوفير احتياجات الاسماك في مرحلة النمو.. كما يوجد محطة تنقية مياه بكل قسم من اقسام المفرخات لتنقية المياه المالحة القادمة من البحر المتوسط والمياه العذبة التي يتم جلبها من مياه الصرف الزراعي.. ويوجد 4 غلايات لتدفئة المياه للوصول إلي درجة الحرارة المناسبة لانتاج الزريعة. ولضمان انتاج وحدات زريعة عالية الجودة تم تزويد المفرخات بقسم كامل للمعامل لاجراء التحاليل المختلفة علي عينات الاسماك والمياه بالاضافة إلي معمل مراقبة جودة لصغار الجمبري والأسماك.. وتم ايضا تزويد كل قسم من اقسام المفرخات بمبني اداري وسكني.. إلي جانب مكتبة علمية ضخمة تحتوي علي أهم واحدث المراجع في مجال الاستزراع السمكي وقاعتي محاضرات لتدريب العاملين بالمفرخات. وتستمر اسماك الزريعة بالمفرخات حتي يتراوح وزنها بين جرام واحد الي جرامين.. ويتم نقلها بعد ذلك الي الحضانات داخل المزرعة السمكية لتتكيف علي الظروف البيئية للمزرعة.. ويتم بعدها نقلها الي الاحواض السمكية التي يتم تربيتها فيها حتي تصل الي نهاية دورة التربية وتصبح بعدها جاهزة للصيد والطرح بالاسواق. وأثناء تجولنا شاهدنا وجوها مصرية أصيلة جاءت من الوجهين البحري والقبلي والقاهرة للمشاركة في المشروع الذي تراهن عليه الدولة في تنمية الثروة السمكية وتقليل الفجوة بين الاستهلاك والاستيراد التي تقدر بحوالي 350 ألف طن من الأسماك البحرية. كتائب من المعدات والعمال يشاركون في هذا المشروع القومي وصل عددهم إلي 5 آلاف عامل بشكل مباشر و10 آلاف بشكل غير مباشر.. والالتزام والدقة والانتظام في العمل هي السمة المميزة للمشروع، وتشاهد الجميع يعمل دون توقف ويسابقون الزمن لوضع اللمسات النهائية للمشروع ليكون في أبهي صورة. والعمل في المشروع لا يقتصر علي الاستزراع السمكي فقط، بل يوجد بداخل المشروع 55 فدانا عبارة عن مناطق ادارية سكنية وصناعية ويضم المشروع أحدث المناطق الصناعية المتخصصة في الصناعات القائمة علي الثروة السمكية.. وبذلك يكون المشروع متكاملا، والمنطقة الصناعية يوجد بها مصنع لعلف الأسماك مساحته 1518 مترا وينتج 180 ألف طن سنويا بواقع 120 ألف طن اعلاف أسماك و60 الف طن اعلاف جمبري، والمصنع مجهز وفقا لأحدث الاساليب العلمية ويتم خلاله مزج العناصر الغذائية بطريقة آلية بعد اجراء الفحوصات والتجارب عليها للوصول إلي أعلي قيمة غذائية للاسماك لتحقيق انتاجية وجودة عاليتين، ومصنع عبوات الفوم علي مساحة 5250 مترا والخاصة بتعبئة وحفظ الأسماك ومصنع الثلج علي مساحة 1900 متر. ويعد مصنع انتاج الاسماك درة التاج بالنسبة لمنطقة بركة غليون الصناعية حيث يعد أحد اضخم مصانع انتاج الاسماك علي مستوي العالم بطاقة انتاجية 100 طن يوميا بواقع 70 طن اسماك و30 طن جمبري، ويشغل مساحة 20 الف متر مربع، وبه خطا انتاج رئيسيان الاول خاص بالاسماك والثاني خاص بالجمبري، وينتج المصنع الاسماك الكاملة المغلفة والاسماك الفيليه والجمبري »المقشر» والمتبل والمطهو جزئيا، ويتم تغليف المنتجات آليا وتجميدها داخل أحدث أنفاق التجميد علي مستوي الشرق الاوسط حيث تستغرق عملية التجميد 15 دقيقة فقط، والمصنع ملحق به منطقة لتخزين وحفظ المنتج النهائي ويضم 6 ثلاجات عملاقة بسعة 6 آلاف طن ويتم تخزين المنتجات بها بواسطة الانسان الآلي، وفي نهاية المصنع يوجد منطقة التحميل والتي يوجد بها 6 ممرات تحميل هيدروليكية تدخل إليها السيارات لتحميل المنتج النهائي وطرحه بالأسواق.