مخطئ من ظن أن الحياة تسيرعلي وتيرة واحدة فسنة الكون هي التغير من قديم الأزل فلا أصحاب المناصب سيبقون في مناصبهم ولا المرؤوسين سيبقون مرؤوسين أبدا ولن يبقي إلا السلوك الحسن والسيرة الطيبة وأن يوصف الشخص الذي يقود العمل بالنزاهة والعدل مما ينعكس بالطبع في صورة نجاح خير من أن يقال عنه أنه كانت له شلة مسيطرة علي مقاليد العمل من خلاله تصفي حساباتها مع المختلفين معها من خلال القائد الذي لا يكون طرفا في معركة هو يخوضها بالفعل . أقول هذا لأننا لو نظرنا بصورة عامة سنجد هذه الآفة هي أساس أمراض مؤسسات الدولة جميعها مما جني علي الجهاز الإداري للدولة علي جميع المستويات سواء المحليات التي استشري فيها الفساد بصورة بشعة وارتقاء إلي الأعلي كل حسب حالته هذا المرض بدأ منذ الصغر بداية من مناهج التعليم وشيئا فشيئا استفحل المرض وكبر مع الشخصية حتي صبغ الشعب بتلك الصبغة . سيأتي يوم ويسلم الجميع فيه الراية ويقف أمام كل صغيرة وكبيرة يحاسب عليها في مشهد لم يتصوره أي إنسان علي الإطلاق ولن يبقي إلا ما قدمت إن خيرا فخير وإن شرا فشر ورغم كل الملوثات المنتشرة اليوم .. لا يصح إلا الصحيح وصدق الشاعر العربي القديم حين قال : وما من كاتب إلا سيفني .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه .. فلا تكتب بكفك غير شئ .. يسرك في القيامة أن تراه فأن تكتب ما يمليه عليك ضميرك ويصب في المصلحة الوطنية الخالصة ويكون بمثابة جرس إنذار تسلط الضوء علي السلبيات ليتلاشاها المجتمع أولا وتضعها الجهات المسئولة في الاعتبار لنرتقي بوطننا إلي الأفضل والا يكون التوقف عن الكتابة أشرف المواقف .