إخواني في حزب النور أحبكم في الله وأتوجه إليكم بتلك النصائح لعلها تنفع بإذن الله فلقد كثر أعداؤكم وأصبح العداء واضحا وضوح الشمس من المحسوبين زورا وبهتانا على التيار الإسلامي ومن غيرهم من التيارات الأخرى التي تكره التمكين للدين الإسلامي وتكره تطبيق شرائعه وحدوده : النصيحة الأولى : اعتبروا الرئيس محمد مرسي ولي أمر له السمع والطاعة في غير معصية الله كما كنتم تعتبرون غيره واصبروا على أذاه كما كنتم تصبرون على أذى غيره واصبروا على استئثاره بمقاليد الحكم هو وحزبه فهو المحاسب عند الله عز وجل إن خيرا فخير وإن شرا فشر فقد قال صلى الله عليه وسلم : «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم. وفي حديث آخر عن أبي يحي أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ، ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ فقال (( إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض . متفق عليه . اعتبروا حزب الرئيس حزبا سياسيا في المقام الأول لا حزبا إسلاميا فهذه هي الحقيقة التي لاتخفي لذي عينين فلو خالفوا الشريعة فمخالفتهم مبررة بقول فاسد { الغاية تبرر الوسيلة } فلا تسلطوا عليها الميكروسكوبات ولا تنتظروا منه نصرة للشريعة أو تطبيقها فلا تعقدوا عليهم الآمال وما تركيا عنكم ببعيد حتى لا تذهب أوقاتكم ونصائحكم سدى . النصيحة الثانية : لا تلتفتوا للسفهاء والحاقدين من جميع الأحزاب فمعترك السياسة الآن معترك يكثر فيه الباطل ويقل فيه الحق وتكثر فيه الشائعات فأحزاب خصومكم يسلطون السفهاء من الغلمان وحدثاء الأسنان ووضيعي الأحساب والأنساب من الذين لهم باع طويل في الفساد الأخلاقي والخلقي للنيل من الشرفاء إما بإطلاق الشائعات أو بالتخوين والرمي بالعمالة والجهالة وتشجيعهم على ذلك بوعود براقة يسيل لعابهم لها فاجعلوا رسول الله وصحابته قدوة لكم فقد تسلط عليهم السفهاء ورموهم بالحجارة فلم يلتفتوا بل صبروا وصابروا ومضوا في نشر الدين حتى سطع نوره في أرجاء المعمورة. النصيحة الثالثة : اعملوا على توطيد أواصر المحبة والأخوة بين أبناء الحزب وخاصة الشباب فهم القوة وهم الجيش الذي يقف في وجه خصومكم بالفكر والحجة ورسخوا فيهم عقيدة الولاء والبراء الولاء للدين والبراء من الكافرين والمتلونين ربوهم على حب صاحب السنة حتى ولو جفا وبغض صاحب البدعة حتى لو كان قريبا أو نسيبا أو زميلا حذروهم ممن يدعي السلفية ويدافع عن القطبية فمثل هؤلاء يريدون طعن السلفية من الخلف وتشويهها . النصيحة الثالثة : إياكم والتهاون مع قضية الشيعة تحت أي مسمى فإنهم وإن دخلوا مصر تحت مسمى السياحة أو الحاجة الاقتصادية فأخرجوهم منها مدحورين مذمومين باسم الدين حفاظا على دين البسطاء والعوام من المصريين بكل ما أوتيتم من قوة قوة العلم والفهم حذروا العوام من كفرهم وخبثهم وجاهدوهم بالعلم والمال واللسان سفهوا دينهم وسفهوا واكشفوا عورة وسوءة من أدخلهم وساعد على إدخالهم تحت أي مسمى فالأحزاب الأخرى المتدثرة بالدين زورا وبهتانا كانوا قديما يتشبسون بقول الله تعالى { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم } ولكن خوفا على الكرسي وخوفا من الفشل الذريع نسوا الآية الكريمة وتعللوا بعلل واهية باطلة وأصبحت مطيتهم الاقتصاد المتعثر والحصار الاقتصادي ولا عجب في ذلك فقد تربوا وربوا كوادرهم وتابعيهم على حب الرافضة وأنهم إخوان لهم في الدين وليس بينهم وبين دين الشيعة إلا قشور كما ثبت في كتبهم وكلام قادتهم وولاؤهم لهم مشهود ومرصود ولقد هلل لهم بعض علماء السوء من الذين طبع الله على قلوبهم فأصمهم وأعمى أبصارهم . النصيحة الرابعة : قللوا من وجودكم في قنوات العلمانيين والناصريين فهؤلاء فسادهم معلوم ومكرهم مشهود فهم لا يعقدون معكم اللقاءات حبا فيكم ورضى عنكم وإنما لتصيد أي هفوة تصدر من أقوالكم وأفعالكم ليسلطوا عليها الأقلام المأجورة والألسنة الحداد ويؤلفوا عليها الأكاذيب والأباطيل والأفلام ليشوهوا صورتكم أمام العامة فتضيع هيبتكم ويفقد الناس الثقة فيكم وفي علمكم وتصبح تلك القنوات المأجورة هي الملاذ لهؤلاء العامة فتبث سمومها وأفكارها العفنة في قلوب هؤلاء البسطاء. النصيحة الخامسة : السياسة دهاليزها كثيرة فتعلموا فنونها دون إفراط أو تفريط وليكن الدين هو مرجعكم وسقطاتها وفيرة لمن استعمل المكاشفة والمصارحة الزائدة فعليكم بالتلميح والتعريض لا بالتصريح .فالمتلونون يريدون توسيع دائرة العداوة لكم حتى يتسع عليكم الخرق فلا تستطيعون ترقيعه فيما بعد ولقد صدق الشاعر حين قال : جراحات السنان لها التئام == ولا يلتام ما جرح اللسان النصيحة السادسة : كونوا في موقع الهجوم دائما وانشروا فكركم ورأيكم بالتي هي أحسن فالمهاجم يوفر الوقت والجهد لنشر منهجه وتحقيق أهدافه أما المدافع فهو يبذل كل جهده لصد ما يرمى به من أكاذيب وإشاعات يبرع فيها خصمه لصرفه عن اقتناص المكاسب والجوائز التي تتحقق عن طريق الهجوم .وما حدث بالأمس القريب أوضح مثال فقد اتهم الحزب بالعمالة والتقارب مع بعض الفاسدين ثم في يوم وليله أصبح الفاسدون هم الشرفاء الوطنييون والخبراء الجهابذة وهم شركاء في اتخاذ القرار. النصيحة الأخيرة : جنبوا شيوخنا الأجلاء الذين نفخر بهم دائما الولوج في المعترك السياسي العفن الذي يعتمد على المناورة والكذب في كثير من الأمور فبعض الأحزاب المرجفة التي في قلبها مرض تريد أن تقضي على المنهج السلفي وذلك بالطعن في شيوخه وعلمائه كما يفعل الشيعة في الطعن في الدين عن طريق الطعن في الصحابة الكرام حملة هذا الدين ومبلغيه للناس، دربوا كوادر سياسية تجيد فنون المراوغة وتجيد فنون السيرك السياسي مع المحافظة على الثوابت الراسخة للدين الإسلامي الحنيف . وفق الله حزب النور لنشر الحق ودحر الباطل. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]