تعد الفنانة هند صبري نجمة غير اعتيادية، فهي مختلفة في كل أدوارها، طموحة بأن تُقدم أعمالا تعيش مع الجمهور لسنوات طويلة، ولا يقتصر نشاطها علي السينما والتليفزيون بل حققت تواجدا ملحوظا في مجال العمل الانساني فهي سفيرة لمكافحة الجوع في العالم ؛ شاركت مؤخرا في فيلم »الكنز» لتقدم شخصية الملكة المصرية حتشبسوت والذي تتحدث عنه في حوارها مع»نجوم وفنون»وتكشف عن تأثير الشائعات علي حياتها والتمرد والجرأة الفنية. • كيف ترين تجربة »الكنز» بعد النجاح الذي حققه؟ »الكنز» فيلم سيعيش لسنوات طويلة ولم يتم تقديمه لينتهي بعد عرضه بالسينما بل أنني أعتبره بمثابة تأريخ لبعض الأحداث الزمنية وصراع السلطة والحب والدين الذي نقله المخرج شريف عرفة بأفضل شكل ممكن، ورغم أنه لم يكن بالمركز الأول في الإيرادات إلا أن هذا ليس بابا للحكم علي أفضلية الفيلم من عدمه لأن هناك مقاييس أخري تتحكم بسوق السينما، فالفيلم دسم وبه عرض لأربعة عصور زمنية مهمة ولم يكن هناك فيلم في موسم الأضحي السينمائي ينتمي لهذا اللون السينمائي، لذا فالمقارنة لا تجوز مع أي عمل آخر. ولكن ما الذي دفعك بالتحديد لقبوله؟ أسباب كثيرة دفعتني لقبول هذا العمل أولا الثقة الكبيرة التي أضعها في المخرج شريف عرفة والذي تعاونت معه من قبل بفيلم »الجزيرة» في جزئيه الأول والثاني وحققت معه نجاحا كبيرا لأنه صانع للنجوم ومكتشف المواهب علي صعيد التمثيل والإخراج، فضلا عن أنني تمنيت تقديم شخصية الملكة حتشبسوت في عمل فني وتحقق هذا الحلم من خلال »الكنز»،. وما الذي اختلف في تعاونك مع شريف عرفة من خلال »الكنز» عن »الجزيرة»؟ في كل مرة أتعاون فيها مع شريف عرفة أستفيد بشكل كبير وأحصل علي خبرة كبيرة من وراء عملي معه، فهو مبدع وصاحب رؤية إخراجية مختلفة ومميزة للغاية، ولو ألقينا نظرة علي مشواره وتاريخه الفني فسنجد أن كل أفلامه مازالت تعيش بيننا إلي الآن، لاسيما وانه صنع الكثير من النجوم المتميزين علي الساحة في الوقت الحالي وكذلك المخرجين، وأنا في الحقيقة أحب التعاون معه واستمتع به للغاية. ولكن ألم تخشين من مناقشة »الكنز» لأربع حقبات زمنية أن يحدث حالة من التشتت للجمهور؟ لم يكن هذا الأمر مصدر خوف إنما قوة للعمل وخاصة بوجود رابط ما بين الفترات الزمنية الاربع وهي الصراعات ما بين الخير والشر، فضلا عن الثقة الكبيرة في المخرج شريف عرفة الذي يهتم بكل تفصيلة صغيرة وكبيرة ولا يترك أي ثغرات في أعماله، وفي الوقت نفسه الفيلم تم تقديمه بأفضل شكل ممكن وبخيوط مترابطة ولم يحدث هذا التشتت إطلاقا. وقت قراءة شخصية »حتشبسوت» علي الورق ومن ثم تجسيدها تمثيليا، ألم تشعرين برغبة في الحكم علي الشخصية في بعض الأمور الخاصة بها؟ ليس من حقي الحكم علي الشخصية التي أُقدمها سواء وقت القراءة أو التمثيل لكن أن أتخيلها وأدرسها بأفضل شكل ممكن وأقرأ عنها هو أفضل شئ لأنني لابد أن أُقدم الشخصية بكل حذافيرها والوصول إلي صورة تُحاكيها دون الحكم عليها، ولكن طالما أن المبررات الخاصة بالشخصية واضحة للجمهور في كل التصرفات الخاصة بها سواء في الخير أو الشر وهذا كان موجودا في السيناريو الذي كتبه عبدالرحيم كمال. لماذا تميل هند لتقديم الأعمال الفنية المأخوذة من الروايات الادبية ؟ هذا حقيقي، فبعيدا عن أنني قارئة جيدة إلا أنني أري أن الادب هو الملهم الحقيقي للسينما والدراما، وهناك الكثير من الأعمال الأدبية التي تم تقديمها كأفلام سينمائية ومسلسلات درامية هي الأفضل والتي مازالت ناجحة إلي الآن، فنحن تربينا علي أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهم من الأدباء الكبار،ومازالت الأعمال الأدبية مستمرة إلي الآن وتُحقق أفضل النجاحات علي سبيل »أفراح القبة» و»عمارة يعقوبيان» و»الفيل الأزرق» وغيرها ما الأعمال ضمن إطار الرواية الأدبية، ومازلت أطمح لتقديم أعمال أخري وتحويل الروايات لأعمال سينمائية ودرامية ولا أمانع إن كان ذلك بتحويل بعض الروايات الغربية لأعمال فنية عربية. وماذا عن تجربتك الانتاجية خلال الفترة المقبلة؟ العمل علي الصعيد الإنتاجي لن يكون بصفة منتظمة إنما وقتما أجد السيناريو الذي يجذبني لتقديمه ويستحق ذلك، وفي هذا الإطار أطلقنا حملة منذ فترة لاختيار أفضل القصص الصغيرة المكتوبة والعمل عليها ومن ثم تقديمها، وهناك بالفعل ما أعجبنا به وسوف نعمل عليه خلال الفترة المقبلة ونقدمه للجمهور، ولكن التفاصيل ليست كاملة بالنسبة لي في الوقت الحالي. وماذا يمثل لكِ لقب سفيرة النوايا الحسنة؟ الألقاب لا تعني لي شيئا بقدر العمل الذي وليت من أجله، فالإنسانية شئ عظيم وعلينا أن نهتم به سواء بألقاب أو دون ذلك، فأنا إنسانة مسئولة وأعرف ما علي القيام به، وفي الحقيقة إن كل ما أقوم به يدفعني دائما للأمام ويجعلني أسعي للقيام بما هو أفضل دائما. كيف تتعاملين مع الشائعات؟ أتجاهل الشائعات ولا أحب الرد عليها لأنها ستأخذ وقتها الطبيعي ومن ثم تعود للانكماش وكأنها شئ لم يكن، فأنا أفضل التركيز في عملي أفضل من إنهاك نفسي في الشائعات. بصفة عامة لماذا تغيبين عن الدراما التليفزيونية ولا تظهرين كل عام؟ لا أميل لتقديم الأعمال الدرامية كل عام بل أحب أن أغيب عن جمهوري بعض الشئ، كما أن كل الأعمال الدرامية التي قدمتها لا تكون للعرض خلال موسم رمضان ومن ثم الانتهاء والتفكير في أعمال أخري، لا فأنا أختار الأعمال التي تناقش قضايا مهمة، لذا فأنا أفضل الغياب وعدم الظهور كل عام كي يوحشني الجمهور وأوحشهم، وفي الوقت نفسه أنا أعشق السينما وأحب أن أُقدم أعمالا بها، وتقديمي لمسلسلات كل عام قد لا يسمح لي بالظهور في السينما. التمرد والجرأة وجهان لعملة واحدة، فكيف تتعاملين مع فنك من هذا المنطلق؟ التمرد يؤدي إلي الجرأة التي قد تكون مطلوبة في كثير من الأحيان، والجرأة والتمرد مطلوبان طالما أنني أسير بهما في الاتجاه الصحيح.