عبد الناصر.. الله يرحمه مذبحة أيلول الأسود هيالتي قتلت جمال عبد الناصر، الذي تحل ذكري وفاته 28 سبتمبر الجاري، حزناً علي آلاف الفلسطينيين الذين ذبحوا فيالمجزرة.. والفلسطينيون لم يكونوا أبرياء تماماً، بعد أن طمعوا في الأردن واستباحوا سيادته وأراضيه، وأنشأوا دولة داخل الدولة في الأردن. كان علي الملك حسين أن ينقذ عرشه بعد أن حاولوا خلعه، وبدأت حرب الإبادة والتصفية الدموية الشرسة للفصائل الفلسطينية في الأردن، وكان الرئيس عبدالناصر لا ينام بالليل أو بالنهار، وبذل جهداً خرافياً أدي إلي انسداد ما تبقي من شريانه التاجي، مات عبدالناصر وقلبه معلق بفلسطين وشعبها، وارتفع فوق جحود وغدر قادتها، وكان المشهد الأخير في مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت، وعاد إلي بيته وطلب كوب عصير، شربه ومات!. أمريكا.. والكروت المحروقة مشكلة أمريكا أنها تتعامل مع مصر بنفس "الكروت" القديمة المحروقة، فتعلو بسقف الضغوط إبان زيارات الرؤساء المصريين، للمساومة وطلب تنازلات في ملفات أخري بعيدة كل البعد عن الأسطوانة المشروخة،التي تعزف نشازها التقليدي، حول الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان..أمريكا لا تعي بدرجة كافية أن مصر تغيرت بعد 30 يونيو، وأن ضغوط الأمس لا تصلح اليوم، وأن مصر انفتحت علي الشرق والغرب، وتنوع مصادر تسليحها، وتحرص علي علاقات متوازنة، تقوم علي الاحترام المتبادل، وعدم دس أنفها في الشأن الداخلي، وأن أحداً لن يستطيع أن ينزع عن مصر ثقلها وتميزها ودورها المحوري. كرباج "حقوق الإنسان" ! حقوق الإنسان ليست فقط الترصد للشرطة، ولا الدفاع عن القتلة والمجرمين والإرهابيين، ولكنها تشمل أيضاً الحق في التعليم والمسكن والصحة والحياة الكريمة، وأيضا حقوق أهالي الشهداء في الثأر والعدالة الناجزة، وهذه القضايا لا تهم أمريكا ولا أتباعها في مصر، هم يبحثون فقط عن قضايا الصراع الديني والطائفي، وإثارة الإدعاءات التي تضعف سلطة الدولة وقوتها، حقوق الإنسان بالنسبة لأمريكا كرباج ترفعه في وجه الدول المستهدفة، وبالنسبة للنشطاء دفتر شيكات وشقق وفيلات وسيارات فارهة. الإخوان والأرض المحروقة الإخوان يعتقدون أن رجوعهم لن يحدث إلا بخراب مصر وتجويع شعبها، وأن الناس سوف يثورون إذا اشتدت الأزمات وساد الغضب، فيعودون إلي الحياة من بوابات النار والفوضي، وتزداد معاناتهم وأزماتهم النفسية كلما انفرجت أزمة وساد الارتياح، ومن ينام في أحضان الغل لن يجني غير الأشواك..لا يدركون أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة، بعد أن كانت تنام في أحضان الخوف وتستيقظ علي أصوات الرصاص، وأن سياسة "الأرض المحروقة" التي يستخدمونها سوف تحرقهم قبل غيرهم، ولم يستوعبوا أبدا دروس عام الرمادة الذي حكموا فيه مصر، فكان وبالا عليهم وشؤما علي قادتهم، إما في السجون أو هاربين بعد أن كانوا يقولون للشيء كن فيكون، ولو كان فيهم عاقل واحد لنصحهم بالتخلي عن العنف. الوطن ولعبة الثلاث ورقات ! والوطن ليس خطبة حماسية، يلقيها المنافقون في المؤتمرات والفضائيات، فيصفق لهم الجمهور.. الوطن هو الذي يصطف أبناؤه في أوقات الخطر والمحن والأزمات، والاصطفاف ليس معناه أن يقف الناس في طوابير الجمعية، وأن تتحد إرادتهم للم الشمل ورأب الصدع، ونبذ أسباب الخلاف والصراع، وأعداء الوطن هم من يتحالفون مع الإرهاب، ويرتمون في أحضان الدول التي تتآمر ضد بلدهم، ويقومون باستعداء الدول الأجنبية للتدخل في شؤون بلادهم، والوطن ليس رجل أعمال يبخل عليه في وقت الشدة، ولا سياسيا متربصا يلعب بالثلاث ورقات، ولا البرادعي الذي يحمل ظهوره شؤما. حاكم كوريا.. الوحش المفترس ! كوريا الشمالية كسرت حواجز الخوف، وأعلنت التحدي والمواجهة، ولم تنجح المخابرات الأمريكية في تفكيكها، كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، وتشن حملة أسطورية ضد حاكمها كيم جونج أون، لإظهاره في صورة الوحش المفترس الهارب من البشرية، وتنشر وسائل الإعلام الغربية قصصًا أغرب من الخيال عن إبداعاته في قتل خصومه بالكلاب الجائعة، أو تصويب دانة مدفع تكفي لتدمير دبابة إلي صدورهم، ولو صحت لكنا أمام حاكم دموي نادر في التاريخ.