نعم جامعاتنا أصبحت الآن في خطر وأصبح مستقبل أولادنا مهدداً بعد تفجر المظاهرات التي كنت قد توقعتها في مقالي الأسبوع الماضي والذي أشرت فيه إلي اتفاق معظم طلاب الجامعات من خلال لغة التواصل بالفيس بوك والاتصالات المباشرة علي استكمال روح ثورة 25 يناير وتسيير مظاهرات حاشدة في كل جامعة للمطالبة بتنحية كل القيادات الجامعية لأنهم جميعا كما يرون أعضاء في الحزب الوطني وكان قد تم تعيينهم في هذه المناصب بتعضيد من جهاز أمن الدولة دون أن يكون معظمهم أهلا لها حيث كانوا قبل توليهم رئاسة هذه الجامعات إما وكلاء لكليات ثم قفزوا علي رئاسة الجامعة بالوساطة والمحسوبية أو أشقاء لوزراء ، أوأحدهم في حالة نسب مع أحد كبار المسئولين، أو جاءوا إلي رئاسة جامعة بعد أن هبطوا عليها بالبراشوت من جامعة اخري وكأن هذه الجامعة التي جاءوا إلي رئاستها ليس بها أستاذ أو عميد أو نائب يصلح لرئاستها .. وهذا ماأشرت إليه في مقالي الأسبوع الماضي وبالأسماء. وقد تسببت هذه الأوضاع الفاسدة في قتل كل الكفاءات الموجودة في هذه الجامعات بعد تخطي كل النواب الموجودين بها ..كما تسببت في خلق نوع من الحقد والرفض لهذا الواقع سواء من الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس.. وهذا ماجعلنا نشاهد هذه المظاهرات التي حدثت في كل الجامعات طوال الأسبوع الماضي.. وتكاتف كثير من أعضاء هيئة التدريس مع الطلاب في مطالبهم بل يطالب الطلاب وكثير من الأساتذة أيضا بضرورة تنحية عمداء الكليات أيضا لنفس السبب. ومع هذه المظاهرات التي تعرض فيها العديد من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات إلي إهانات مؤسفة من جانب كثير من الطلاب عندما حاولوا التحاور معهم ولم تكن هذه الإهانات لشخصهم قدر ماكانت لمناصبهم التي جاءوا إليها دون وجه حق قرر علي أثرها الكثير من هذه القيادات تقديم استقالتهم من هذه المناصب لكن المجلس الأعلي للجامعات في إجتماعه الأخير برئاسة د.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي تجاهل كل هذا الواقع وقرر بقاء الوضع علي ماهو عليه وكأنه يتحدي إرادة الطلاب والأساتذة مما جعلهم يستمرون في تظاهراتهم، والتي أتوقع أن تزداد اليوم لنفس السبب، لكنني ومع تأكيدي علي مشروعية مطالب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمختلف جامعات مصر إلا أنني أري أن الواقع الآن في جامعاتنا يختلف عن أي مكان آخر لأن العام الجامعي قد اقترب علي الانتهاء ولم يتبق منه سوي عدة شهور ولابد أن نعود لدراستنا حتي ينتهي هذا الجزء المتبقي من الدراسة ويتم امتحان الطلاب وتتخرج الدفعات الأخيرة بمختلف الكليات لتخلي أماكنها للناجحين من الثانوية العامة الذين يصل عددهم هذا العام أكثر من 400 ألف طالب وطالبة، وأن يفرغ طلاب سنوات النقل من استكمال السنة الجامعية. وهذا لايمنع أن يبدأ د.عمرو سلامة وزير التعليم العالي من الآن وضع القواعد الجديدة لاختيار القيادات الجامعية والتي تميل نحو الأخذ بنظام الانتخاب. وفي نفس الوقت أطالب طلاب ثورة 25 يناير أن يبدأوا من الآن في مساعدة جامعاتهم في حراسة منشآت كل جامعة وكل كلية وكل مستشفي وكل مدينة جامعية حتي لايبدأ أعضاء الثورة المضادة في سلب ونهب محتويات المعامل والورش والمستشفيات الموجودة بهذه الجامعات وترويع الطلبة والطالبات في المدن الجامعية مستغلين انسحاب الحرس الجامعي من الجامعات بعد تنفيذ حكم القضاء في هذه القضية وعدم قدرة معظم الجامعات في توفير فرق أمن مدنية لعدم وجود ميزانية مادية تكفي لذلك، وبعدها يبحث طلاب هذه الجامعات مدي التزام الجامعات ووزير التعليم العالي في تنفيذ الإصلاحات التي طالبوا بها فإذا لم تتم فليحولوا ساحات كل جامعات مصر وقتها لمكان للتظاهرات الحاشدة ولايتركونها إلا بعد تنفيذ كل طلباتهم. أقول هذا بعد أن أصبحت جامعاتنا الآن بالفعل في خطر ولابد أن نفوت الفرصة علي كل أعداء ثورة 25 يناير ونفوت الفرصة عليهم في الإضرار بمستقبل أولادنا في هذه الجامعات اللهم بلغت اللهم فاشهد.