وصلتني هذه الرسالة من الصديق جودة عبد الصادق سأنشرها كما هي لأنها عبرت عن واقع نتحدث عنه جميعا. الأستاذ رفعت فياض : ارجو من سيادتكم ان يتسع صدر سيادتكم لي وحل مشكلة غول الدروس الخصوصية ويصل صوتي للمسئولين عن طريقكم لأن صفحة هنا الجامعة بأخبار اليوم هي بمثابة »صوت الشعب» في التعليم. لقد ظهرت نتيجة الثانوية العامة وكان من اللافت للنظر في تصريحات أوائل الجمهورية ما صرحت به ساندرا إبراهيم ميخائيل » الأولي علي أدبي » بأنها كانت تأخذ دروسا خصوصية في جميع المواد، وهو نفس التصريح الذي أدلت به ميار عاصم محمود » السابع مكرر علي علمي علوم »، وإن كانت ساندرا وميار لم تصرحا بالرقم المالي الذي أنفقته كل منهما علي الدروس الخصوصية فقد صرح والد الطالب محمود حمودة سليمان » السابع علي الجمهورية علمي » بأنه أنفق 42 ألف جنيه علي الدروس الخصوصية، وكذلك والد الطالبة سلمي علي محمد عكاشة » الثانية علي الجمهورية أدبي » والذي صرح والدها بأنه أنفق 50 ألف جنيه علي الدروس الخصوصية. وخرج أولياء الأمور من العام الدراسي بعضهم مديون وبعضهم عليه إيصالات أمانة، وبعضهم مازال يسدد جمعيات بسبب هذه الدروس التي لم يستطع بيت في مصر الهروب منها مهما كان دخله أو مستواه المادي وهذه التصريحات جعلتني أتساءل : إذا كان عدد طلاب الثانوية العامة يتخطي النصف مليون، ولو ضربنا نصف عددهم في نصف هذه الارقام التي يتم إنفاقها علي الدروس الخصوصية لوجدنا أن الرقم وصل إلي 20 مليار جنيه في السنة، وهذا الرقم الكبير في المرحلة الثانوية فقط فما بالنا بباقي المراحل التعليمية. الأمر الذي يؤكد لنا حجم المليارات التي يلتهمها وحش الدروس الخصوصية..ورغم أن المشكلة بعيدة ومتجذرة ..ورغم المحاولات التي قامت بها الدولة للقضاء علي هذا الوحش من إتاحة القنوات التليفزيونية التعليمية ومجموعات التقوية بالمدارس إلا أن الوزارة رغم ذلك تركت مراكز الدروس دون رقابة محكمة وظلت وحشا يلتهم ميزانية البيت المصري الذي ما زال متمسكا بتعليم أبنائه إلي أقصي درجة وحصولهم علي أعلي الشهادات رغم الظروف الاقتصادية والأحوال المعيشية. ونظرا لهذا الوضع وهذا الواقع الذي تعيش فيه الأسرة المصرية منذ سنين فقد صرحت من قبل وزارة التربية والتعليم بأنها ستحل الأزمة ولكن دون جدوي . إن ما حدث هذا العام من تصريحات يؤكد ان الدروس الخصوصية أصبحت عاملا مؤثرا في النجاح.. الأمر الذي سيدفع بأولياء الأمور إلي زيادة الإنفاق علي هذا الباب وتلك مشكلة نلقيها أمام وزارة التربية والتعليم ورسالة نبعث بها إلي د0طارق شوقي وزير التربية والتعليم حتي لا نسمع هذه الكلمة في تصريحات أوائل الثانوية العامة العام القادم.. وحتي نرحم أولياء الأمور، ونرتقي بتعليمنا بشكل حقيقي بإنارة العقول وليس بالصم والحفظ والتلقين بالدروس الخصوصية التي حولت أبناءنا إلي جهلاء معهم شهادات فقط.