أكد السفير محمد حجازي في بداية حواره ل »أخبار اليوم» أن أوركسترا النور والأمل خير دليل أن مصر دولة مستقرة وترسل ثقافتها وفنونها إلي العالم لتكون خير سفير لحضارتها في الخارج، كما يمثل هذا الأوركسترا صورة مشرفة عن حضارة مصر ودورالمرأة المصرية، وماتتحمله لبناء المجتمع حيث قال: »يعتبر الاوركسترا من أهم الحالات الثقافية علي مستوي العالم فهولايعكس فقط القدرة علي تأهيل فاقدي البصر اذا ماتم الاعتناء به بل واكتشاف قدراته الابداعية والتأكيد علي دور الموسيقي في تقارب الشعوب والحوار بين الحضارات، حيث يمزج الاوركسترا في المقطوعات التي يقوم بعزفها بين الموسيقي الكلاسيكية العالمية والموسيقي الكلاسيكية المصرية». • في البداية من وجهة نظرك ما هي الرسالة التي يحملها أوركسترا النور والأمل للعالم؟ - بالنسبة لي أري من وجهة نظري أن أوركسترا النور والأمل يحمل العديد من الرسائل، ولكن أهم الرسائل التي يحملها للعالم أن مصر ككل الدول المتحضرة تهتم بذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة بشكل كبير، ويمثل الاوركسترا مجموعة من القيم الفنية والإجتماعية، فهو مثال جيد لتمكين المرأة المصرية من ممارسة جميع حقوقها، إلي جانب الدور الدولي للأوركسترا حيث أن الموسيقي هي لغة عالمية، تحملها الفتيات حول العالم، محملة برسائل عن الوطن، وبذلك أصبح اوركسترا النور والأمل وجهة حضارية مشرفة لمصر في جميع دول العالم، ولتؤكد أيضًا أن المشتركات بين الشعوب والثقافات أكثر من التناقضات والخلافات وأن بالفنون تنتشر لغة التسامح ضد دعاة العنف والارهاب والكراهية، كما ان مؤسسة النور والأمل وكل العاملين بها المتعاملين مع الكفيفات في الأوركسترا يساهمون بشكل فعال في تطوير المجتمع المدني، وعلي رأسهم رئيسة الاوركسترا امال فكري التي أعطت الاوركسترا كل دعم ومساندة عبر سنوات من العمل الشاق. الاوركسترا قدم العديد من الحفلات في جميع أنحاء العالم.. ما السر وراء أن الجمهور ينسي أنهن كفيفات وينبهر بالمعزوفات التي يقدمونها؟ - المستوي الموسيقي لأوركسترا »النور والأمل» أصبح عاليا جدًا ووصل إلي العالمية وفي كل رحلة ينبهر الجمهور بأداء الفتيات الكفيفات وطريقة عزفهن علي المسرح دون ان يستعين بقراءة النوتة الموسيقية، لأنهن حفظن النوتة عبر طريقة »برايل» عن ظهر قلب، وعلي كل المسارح في العالم ينسي الجمهور انهن كفيفات ونلاحظ التقدير الكبير لما تقوم به الاوركسترا خاصة في الغرب حيث يعشقون الموسيقي الكلاسيكية ويقدرونها بشكل كبير، ويقدمن مقطوعات رائعة للسنباطي وعبدالوهاب وراجح داود إلي جانب أن البرنامج الذي يقدمه »النور والأمل» عبارة عن مقطوعات من الموسيقي الكلاسيكية العالمية لكل مشاهير الموسيقي أمثال موزارت، وبيزيه، وشتراوس، وغيرهم، ويقدم أيضاً لفتة مميزة وهي عبارة عن معزوفة موسيقية لأحد المؤلفين من البلد نفسه بمثابة تحية للبلد وشعبه مثل ما قام بتقديمه في حفلاته بالصين. وما الأفكار التي توجهها إلي الجهات المسئولة في الدولة للاهتمام بأوركسترا النور والامل؟ - أتمني أن تتبني الدولة تحويل أوركسترا النور والأمل إلي أوركسترا قومي للدولة، حيث أنني لاحظت في زيارة الرئيس الصيني لمصر عام2016، ضم الوفد المرافق له موسيقيين من ذوي الإحتياجات الخاصة، مرسلاً بذلك رسالة واضحة عن إهتمام الصين بالفنون، وبكل أطياف المجتمع، وأيضاً الاذاعة المصرية من الممكن ان تهتم بالاوركسترا وتعتبره اوركسترا الإذاعة المصرية الرسمي لها في الحفلات، بالاضافة إلي أن الاوركسترا يحتاج إلي دعم مادي كبير من الدولة لكي يستطيع أن يصمد ويستمر في نجاحته في جميع انحاء العالم، وامال فكري رئيسة الاوركسترا تسعي جاهدة إلي ايصاله للعالمية بالجولات الفنية التي جهزت لها ليطوف العالم بالموسيقي الراقية التي يقدمها. ومتي بدأت معرفتك باوركسترا النور والامل؟ - منذ 15 عامًا عندما كنت سفير مصر في الهند قمت بتوجيه دعوة رسمية من السفارة إلي الاوركسترا، وابهر وقتها الجمهور الهندي بالمعزوفات التي قدمها، حيث ان الهند من الدول التي تقدر الفنون وهي ذات تاريخ وحضارة عريقة وان الصدي الكبير الذي حققه الاوركسترا خارج مصر يؤكد تفوقه وتميزه باعتباره الاوركسترا الوحيد من نوعه علي مستوي العالم، وبعد ذلك قدمت لهن دعوة اخري في اوبرا برلين في المانيا، حيث أري أن التحدي قوي لفتيات الاوركسترا اللائي يملكن قدرة منحها الله لهن لدراسة وحفظ وتذكر النوتة الموسيقية التي تتم كتابتها بطريقة برايل ليتمكن من قراءتها ومن خلال التعليم يعرفن كيف يترجمنها إلي موسيقي. من ناحية اخري من خلال تواجدك في الصين.. ما هو اوجه التشابه بين الثقافة الصينية والمصرية؟ - حب الوطن، والانتماء، السمات الشخصية في الشخصية الصينية والمصرية متشابهة جدا مثل المساندة عند القدرة، والتحدي، والطموح، وهذه الطفرة الكبيرة التي قامت بها الصين خلال السنوات القليلة الماضية ترجع إلي محاربة الفساد، وتطبيق القانون بصرامة ونزاهة، ومكافحة الفقر، ومضاعفة الجهد والعمل، وحل مشاكل التعليم، إلي جانب توافر ارادة التحول لدي الشعب الصيني والقيادة السياسية بشكل كبير.