مرة ثانية وثالثة وعاشرة.. تتأكد الحقيقة المؤلمة التي تقول.. أننا في مصر المحروسة لانلعب الكرة، وانما نمارس أي شيء آخر.. خال من المتعة والاثارة.. ملئ بالنكد و»العكننة»! لا مقارنة.. بين ما شاهده الملايين في مباراتي ريال مدريدوبرشلونة، وبين ما يجري في المسابقات المحلية.. باختصار »حاجة تكسف». انهم يلعبون فيبدعون، يتحركون.. فيتألقون، يكسبون أو يخسرون.. فيحترمون.. انا لله.. وإنا إليه راجعون. كم كان المظهر حضاريا في لقاء ذهاب السوبر الاسباني باستاد كامب نو.. رغم خسارة برشلونة صاحب الأرض بالثلاثة.. الاداء مبهر، والحضور الجماهيري رائع، والسلوك اكثر ابهارا وروعة.. ولاعبو الفريقين نموذج للجهد والعطاء دون تخاذل. وتكرر المشهد في مباراة العودة باستاد سانتياجو برنابيو، وكأنه صورة كربونية من اللقاء الأول.. نفس المستوي الراقي جماهيريا وفنيا..ونفس المتعة والاثارة.. ورغم فوز ريال مدريد 2/صفر، وفوزه بكأس السوبر، إلا أن هذا لم يدفع نجوم برشلونة لأن يفقدوا اعصابهم.. بل كانوا أول المهنئين للفريق البطل.. فنالوا تحية مشجعي الريال بحب.. واقتناع. في المباراتين الكبيرتين.. بين القطبين.. لم تخرج من الجماهير عبارة خارجة، ولم يرفع بعضهم لافتات تحمل »قلة أدب»، ولم يظهر في مدرج شمروخ واحد.. وحتي من توقع ان تمتد انفعالات الملعب بين لاعب وآخر لتؤثر علي العلاقة بين الفريقين.. »خابت توقعاتهم»، وسرعان ما عادت مياه المودة إلي مجاريها بعد أن اطلق الحكم صفارة النهاية. هذه.. هي كرة القدم الحقيقية التي لم يعد لها وجود علي ارض الكنانة.. لا بالمستوي الذي يمتع المتفرج، ولا بالمساهمة في الاقتصاد القومي لاسباب كثيرة منها »الجهل»! الساحرة المستديرة تساهم ب 7 مليارات يورو في الناتج المحلي الاسباني.. وب 5 مليارات يورو في المانيا وب 5 مليارات استرليني في انجلترا. الكرة.. لم تعد وسيلة للترفيه والتسلية.. وانما اصبحت صناعة تساهم في الارتقاء بالدخل القومي.. وينبغي ان يلتفت المسئولون في الحكومة إلي هذه المسألة ليضعوها في حساباتهم ، لا أن يتركوها علي الهامش. ملف النهوض بكرة القدم يقوم علي جوانب كثيرة.. في مقدمتها الانضباط والالتزام في كل شيء اما »شغل الاونطة والفهلوة» فلن يوصل إلي نجاح وتطور.. وانما سيبقي نفس الفشل. العملية.. تحتاج تخطيط.. لا.. »بظرميط».. ولا مؤاخذة!