التأجيل المستمر لاعادة التداول في البورصة، والتردد الواضح في اتخاذ قرار العودة يؤكد ان هيئة الرقابة المالية وادارة البورصة لا تثق في قدرة الاجراءات والتدابير التي تم اتخاذها علي حماية البورصة من الانهيار مجددا عند العودة الفعلية للتداول، وبدلا من مراجعة هذه الاجراءات ومحاولة اعادة صياغتها من جديد بما يضمن تحقيق الهدف المنشود منها استسهلت ادارة البورصة علي ما يبدو ورأت ان استمرار اغلاق البورصة سيريحها من وجع الدماغ والصداع الذي يمكن ان يتسبب فيه اعادة التداول! البورصة هربت من وجع دماغ المستثمرين لتجد نفسها محاصرة بمظاهرات متعددة من شركات السمسرة التي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه لصرف رواتب العاملين بها رغم استمرار توقف المورد الرئيسي لهذه الشركات من العمولات التي نحصل عليها نتيجة اجراء عمليات البيع والشراء للمستثمرين في البورصة، وهكذا وقعت البورصة في حيرة كبيرة، هل تفتح التداول من جديد ليثور ضدها المستثمرون ام تستمر البورصة مغلقة فتتعرض اداراتها لهجمات السماسرة ومظاهراتهم.. تفتح الشباك ام تغلقه علي رأي المسرحية الشهيرة؟! بعيدا عن القرار الذي من المتوقع ان يصدر غدا سواء باستمرار اغلاق البورصة او اعادة فتحها اجد نفسي منحازا لقرار فتح البورصة حيث ان استمرار اغلاقها يعطي مؤشرا سلبيا امام العالم كله، فالبورصة ليست طابونة عيش بلدي يمكن ان يغلقها صاحبها في اي وقت حسب مزاجه، ولكنها اقتصاد بلد واختبار حقيقي لصحة هذا الاقتصاد ومدي قوته وصموده امام الشدائد واذا كانت البورصة قد اجتازت الازمة العالمية بكل نجاح فمن الاولي لها الا تخاف مما يحدث حاليا علي ارض مصر لانه في النهاية سيصب في مصلحة الاقتصاد اذن فلنتوكل علي الله ونعيد تدشين البورصة لنعيد لاقتصادنا سمعته التي اصبحت علي المحك!