تولي القيادة السياسية اهتماما خاصا بقطاع الاتصالات.. حيث إن التكنولوجيا أساس تطوير كل قطاعات الدولة، لذا حازت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علي نصيب الأسد من رعاية الدولة، وقدمت الوزراة مؤخرا عددا كبيرا من الإنجازات علي رأسها مشروعات المناطق التكنولوجية، وخدمات الجيل الرابع، وتصنيع إليكترونيات، ومحمول يحمل شعار (صنع في مصر).. ومنذ أيام استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الاتصالات ياسر القاضي ليتعرف علي آخر المستجدات التي طرأت علي القطاع . نري أن الرئيس مهتم بشكل كبير بالمناطق التكنولوجية.. فهل له توجيهات معينة في هذا الشأن ؟ - أصدر رئيس الجمهورية تكليفا في ديسمبر 2015 بشأن تنفيذ مشروع المناطق التكنولوجية في كل من »مدينة برج العرب الجديدة، ومدينة أسيوط الجديدة» كمرحلة أولي، ويتولي مسئولية تنفيذ المشروع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات »إيتيدا» التي نجحت في جذب الشركات ورؤوس الأموال العربية والأجنبية والتي تسارعت علي الاتفاق للتواجد في تلك المناطق، وتم تحويل المشروع ضمن مرحلته الثانية إلي مبادرة قومية لنشر المناطق التكنولوجية في جميع أنحاء الجمهورية ودعم هذه المناطق بالبنية التحتية اللازمة لتكون جاهزة لاستقبال جميع الأنشطة الخاصة بصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، وما يرتبط بها من أنشطة خدمية وإنتاجية أخري وبخاصة تلك التي تتميز بقدرتها علي تشغيل أعداد كبيرة من العاملين من خريجي الجامعات، وتحفيز الاستثمارات في مجال صناعة الإلكترونيات والصناعات الداعمة للأنشطة المختلفة بالمشروع، حيث تتيح المدن التكنولوجية العديد من فرص العمل والتأهيل والتدريب للشباب، علاوة علي تعزيز مفهوم الطاقة الإيجابية، ونقل التكنولوجيا بصورة حضارية وإحداث تغيير جذري في ثقافة المواطنين حول المفاهيم التكنولوجية الحديثة كالتحول الرقمي والشمول المالي واقتصاد المعرفة.. كما سيتم إنشاء مناطق تكنولوجية في المدن الجديدة بالدلتا، والساحل الشمالي، والصعيد، وفي برج العرب، وأسيوط،ومدينة السادات بمحافظة المنوفية، وبني سويف، وأسوان.. فوفقاً لخطة نشر المناطق التكنولوجية في ربوع البلاد تنامي طلبات كثيرة تعكس رغبة المحافظات في إنشاء مناطق تكنولوجية فيها، نظرا لما تسهم به تلك المناطق من تنمية للصناعة وتنشيط للاقتصاد وتنمية الكوادر التكنولوجية وتفعيل جهود ريادة الأعمال. وهل لاقت المنطقة التكنولوجية ببرج العرب إقبالا من الشركات الاستثمارية ؟ - بالطبع.. فقد وصلت حجوزات المنطقة التكنولوجية ببرج العرب إلي 100 % وتم تسكينها بالكامل من قبل شركات مصرية وعالمية، ومن المقرر أن توفر المنطقة التكنولوجية ببرج العرب 4 آلاف فرصة عمل متميزة للشباب. مدينة المعرفة وماذا عن مشروع مدينة المعرفة الذي تحدثتم عنه مع رئيس الجمهورية ؟ - مدينة المعرفة أحد أهم المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتقع علي مساحة 300 فدان باستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات المتطورة بجميع قطاعاتها، وستضم مراكز للأبحاث والعلوم والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلي فروع لجامعات تكنولوجية ومراكز ومعاهد للتدريب التكنولوجي، وتشمل خطة تنمية مدينة المعرفة إنتاج البرمجيات والنظم المختلفة خصوصاً تكنولوجيات إنترنت الأشياء وتطبيقات إدارة المدن الذكية وأنظمة النقل الذكية، حيث أبدي عدد من المستثمرين الدوليين رغبتهم الجادة في التواجد والاستثمار في مدينة المعرفة. كيف تري تأثير قطاع الاتصالات علي تطوير قطاعات الحكومة المختلفة وعلي الدولة بشكل عام ؟ - قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بات قاطرة النمو التي تقود قطاعات الدولة كافة نظرا لتداخل تكنولوجيا المعلومات مع كل الوزارات، والجهات الحكومية، وبلغت نسبة مساهمة القطاع في الاقتصاد القومي 3٬1 %، كما تمكن القطاع من تحقيق معدلات نمو بلغت 11٬2 % خلال تسعة شهور من العام المالي 2016 / 2017. مصنع للمحمول وكيف سيستغل قطاع الاتصالات خطوات الاصلاح الاقتصادي ؟ - جاهزية القطاع تمكنه من الخوض بثقة في مشروعات من شأنها دعم استراتيجية الدولة نحو التحول الرقمي، ومنها الشمول المالي وتأمين بنية الاتصالات التكنولوجية، والقواعد التنظيمية المختلفة لضمان تحقيق هذا التحول بنجاح،وهو ما اتضح في بيان البنك الدولي عن اختار مصر كدولة نموذجية للمشاركة في مبادرة الشمول المالي العالمي.. بالإضافة إلي قرارات المجلس الأعلي للاستثمار التي تسهم بشكل كبير في دعم مسار التنمية في صعيد مصر والتي تساعد في تحفيز البيئة الاستثمارية وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكان من نتاج هذه القرارات إقامة مصنع لإنتاج الهاتف المحمول باستثمارات مصرية - صينية يتم إنشاؤه حالياً بالمنطقة التكنولوجية في مدينة أسيوط الجديدة إلي جانب مصنعاً لشركة مصرية آخري لصناعة المحمول سيكون في بني سويف ، كما أضاف قانون الاستثمار الجديد باباً خاصا للاستثمار بنظام المناطق التكنولوجية يتيح الحوافز والتسهيلات اللازمة للاستثمار للمشروعات المتواجدة داخل المنطقة التكنولوجية للضرائب والرسوم الجمركية، بالإضافة إلي الحوافز الخاصة المنصوص عليها في القانون. وماذا عن استثمارات قطاع الاتصالات ؟ - قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أسهم بتدفقات كبيرة للاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة سواء من خلال المناطق التكنولوجية عبر إقامة عدد من المصانع وإنشاء مقار للشركات ومراكز الإبداع والتميز، وأيضا من خلال تراخيص الجيل الرابع للمحمول، التي ساهمت في دعم الخزانة العامة للدولة بنحو 1ر1 مليار دولار، بالإضافة إلي 10 مليارات جنيه. هل مصر مستعدة لمواجهة عمليات الهجوم الإلكترونية التي انتشرت في العالم مؤخرا ؟ - بالطبع.. فنموذج تأميننا لفضائنا الإلكتروني يعتبر اليوم قصة نجاح تصدر لدول أخري.. حيث حصلت مصر مؤخراً علي المركز ال 14 من ضمن 194 دولة في المؤشر العالمي لعام 2017 لجاهزية الأمن السيبراني الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.