رغم اختلاف وضع المغرب عن مصر وتونس لكونها دولة ملكية وليست جمهورية ، الا انها قد دخلت في حزام زلازل الثورات الاحتجاجية التي تجتاح المنطقة . فقد انتفض الشارع المغربي صباح يوم الأحد 20 فبراير، بالعديد من المدن المغربية للمطالبة بإنهاء الفساد وتحقيق مزيد من الإصلاحات الديمقراطية والسياسية في البلاد والمطالبة بتغيير النظام في المغرب وتقنين صلاحيات الملك محمد السادس. تلك الانتفاضة كانت اشارة واضحة علي ان اي دولة مهما كانت انظمتها السياسية ليست بعيدة عن رياح التغيير . وربما قد تنقلب الاوضاع رأسا علي عقب في اكثر الدول التي تبدو بشكل ظاهري مستقرة اذا لم تستجب انظمتها الحاكمة لاصوات شعوبها . مسيرة 20 فبراير المغربية بدأت بنفس سيناريو مصر وتونس، عن طريق توجيه بعض الشباب دعوة من خلال عدد من المواقع والشبكات الإلكترونية للمغربيين للتظاهر ضد السلبيات الموجودة ببلادهم. وجاء في تلك الدعوة أن المغرب في حاجة لسلسلة إصلاحات سياسية ملحة لا بد من إقرارها من خلال هذه المسيرة منها علي سبيل المثال توسيع مساحة الحرية المحدودة التي يعيشها المغاربة حسب زعمهم. شارك في المظاهرات حوالي 30 ألف متظاهر ومتظاهرة يمثلون مختلف الفئات شباب وأطفال ورجال ونساء اضافة الي مشاركة العديد من النخب الفكرية والسياسية المغربية. وقد ردد المتظاهرون شعارات تنديدية تطالب بإقالة الحكومة الحالية وإجراء تعديلات في الدستور الحالي ومحاربة الفساد ، ورددوا شعارات مثل "الشعب يريد تغيير الدستور" " الشعب يريد إسقاط الحكومة " مؤكدين مواصلتهم للنضال حتي تحقيق جميع مطالبهم. من جانبه اكد ملك المغرب ، محمد السادس، أنه لن يذعن " للديماجوجية والارتجال" واستنكر مطالبة المحتجين له بأن يتخلي عن بعض سلطاته لحكومة جديدة منتخبة وديمقراطية تشبه نظام الحكم في بريطانيا . واضاف انه يريد اصلاحات ولكن لا بد صياغتها بالتوافق مع "النموذج المغربي". ويري المراقبون أن صمامات الأمان التي كان يعتمد عليها النظام المغربي بدأت تتلاشي بفعل الضربات المتتالية للقصر الملكي ، كان آخرها دعوات بعض المغاربة للاتحاد الأوروبي إلي ممارسة ضغوط علي النظام الحاكم لاحداث تغيير جذري علي كافة الاصعدة في البلاد . يضاف الي ذلك سخط الشعب من مافيا رجال الأعمال التي تحيط بالملك والتي تغتني بشكل فاحش كما ذكرت الوثائق السرية للخارجية الأمريكية والتي تم تسريبها عبر موقع ويكيليكس . كما أن القصر يسيطر علي أكبر بنك في البلاد وعلي أكبر شركة تأمين وعلي واحدة من شركات الاتصالات الثلاث ومنشآت حيوية اخري. وقال معلقون سياسيون مطالب الإصلاح الدستوري كانت موجودة منذ عقود ولكن هذه هي المرة الأولي التي تتبناها مجموعة واسعة من المغاربة من الشبان اليساريين و الإسلاميين وحتي الأمازيج، والذين خرجوا بالآلاف في أكثر من 53 قرية ومدينة ، وهو ما فسره البعض بان المغرب اصبحت فعليا علي خط زلزال التغيير.