هذه قصة رسالة من شاب ملتزم حاول فيها ان يعتذر لأبيه عن خطأ ارتكبه حكاها الشيخ علي الطنطاوي في احد دروسه وطلب ان يحكيها الناس لأولادهم واحفادهم لعلهم يتعلمون: يقول: حدث خلاف بيني وبين والدي حتي وصل إلي اعتلاء الأصوات، وكان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها علي المكتب و ذهبت لغرفتي و لم يجد النوم سبيلا لي حتي أفر من همومي.. خرجت في اليوم التالي من الجامعة فأخرجت تليفوني وأنا علي بوابة الجامعة، فكتبت رسالة أداعب بها قلب والدي الحنون فكتبت: »سمعت أن باطن قدم الإنسان ألين وأنعم من ظاهرها فهل يأذن لي قدمكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتاي»؟ وصلت للبيت وفتحت الباب وجدت أبي ينتظرني في الصالة ودموعه علي خده. قال: »لا لن أسمح لك بتقبيل قدمي ، وأما المقولة فصحيحة، وقد تأكدت من ذلك عندما كنت أقبل قدميك ظاهراً وباطناً يوم أن كنت صغيرا» ففاضت عيناي بالدموع... سيرحلون يوماً بأمر ربنا... فَتقربوا لهُم قبل أن تفقدوهم وإن كانوا قد رحلوا فترحموا عليهم وادعوا لهم... كنت في احد البنوك يوم الثلاثاء الماضي وتعجبت من الزحام الموجود في الفرع فقالوا لي ان طلاب الثانوية يقومون بعمل الإيداع اللازم لتقديم تظلماتهم عن نتيجة الثانوية العامة و الغريب ان الشباب الذي لم يتجاوز العشرين احتل كل مقاعد الاستراحة المخصصة للانتظار في البنك ولم يترك اي منهم كرسيه لسيدة او لعجوز سواء كان عن اخلاص او حتي عزومة مراكبية وما زاد الامر سوءا ان الطلبة كانوا يتركون المقاعد لزملائهم القادمين الجدد وكأن الاخلاق اختفت والقواعد التي تعلمناها في صغرنا اختفت ... أشفقت علي هؤلاء الشباب اي مستقبل ينتظرهم بعد ان يكون لهم بيت وعائلة ويصلون للسن الكبيرة هل سوف يقولون نفس كلامي ام ان للأمر كلاما آخر . رحم الله من علمنا الاخلاق و رحم الله من اتسمت اخلاقه بالرحمة و احترام الكبير وتوقير العجوز ولو كنا لا نعرفه . كلام أعجبني : كبار السن : الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم .. الآن تجرحُهم .. والتي كانت تجرحهم ؛... الآن تذبحُهم !! كبار السن فقدوا الكثير من حيوية الشباب وعافية الجسد ورونق الشكل ومجد المنصب وضجيج الحياة وصخب الدنيا!! كبار السن فقدوا والديهم وفقدوا كثيرا من رفقائهم ، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية علي الكثير من الأحزان. كبار السن لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل، فانتبه ولا تكن من الحمقي . كبار السن يؤلمهم بُعدُك عنهم، وانصرافُك من جوارهم، واشتغالُك بهاتفك المحمول.