كتب مصطفي أمين في فكرة: نحن نتمني ان تعود الثقة بين الشعب وحكومته في مصر. ويشعر الشعب ان هذه الحكومة جاءت لتخدمه، لا لتتسيد عليه وتحكمه وتتحكم فيه. لا نريد ان تركب الحكومة الشعب ولا نريد ان يركب الشعب الحكومة بل نتمني ان يسيرا معا ونتمني ان تثق الحكومة في الشعب ويثق الشعب في الحكومة. ويمكن تحقيق ذلك بسهولة عندما تصبح الحكومة صادقة مع الشعب، لا تضلله بالوعود، ولا تكذب عليه ولا تخدعه ولا تحاول ان تضحك عليه وتصور له الهزائم بأنها انتصارات وتوهمه ان الافلاس هو منتهي الرخاء. الشعب في منتهي الذكاء. من الصعب ان توهمه بأن الجوع هو الشبع، والظلم هو العدل، والهوان هو الرفاهية. أما إذا واجهته بالحقائق فسوف يثق بل ويكون علي استعداد ان يقدم أي تضحية إذا اشعرته انه سيد في بلاده، وانه يأخذ بقدر ما يعطي وانه يدخل إلي قسم الشرطة ليأخذ حقه لا لتضربه قلما.الحكومة قادرة علي كسب الشعب بالاقناع لا بالكرباج، وبالرحمة لا بالشدة. تأخذ منه وتعطيه ولا تحرمه من كل شيء لتأخذ لنفسها كل شيء.يوم يثق الشعب بالحكومة يصدقها ولا يشك فيها، ولا يرتاب في كل عمل تقوم به ولا تعتبر كل مواطن مجرما حتي لو ثبتت براءته. ويوم يطمئن الشعب لحكامه لا تحتاج الحكومة إلي كل هذه الحراسات والمدافع الرشاشة بل يتولي الشعب حراسة الحكومة والدفاع عنها ومقاومة كل من يحاول الاعتداء عليها.يجب ان نصارح الحكومة بالحقائق وتصارحنا الحكومة بحقيقة الموقف. لا تخفي عنا أي شيء لاننا سنكون أصدقاء لها لا خصوم ولا أعداء. وعندما تحصل أي حكومة علي ثقة شعبها تزداد شعبيتها ويزداد التفاف الشعب حولها. والحكومة السعيدة هي التي ليست معزولة عن الشعب ولا بعيدة عنه ولا عدوة له. يحرسها بعينيه ويضعها فوق رأسه. هذه هي حكومة الشعب نشرت السبت 1 يونيو 6991