سيظل العدل هو ميزان الله في الأرض حتي قيام الساعة وكان حقا علي الله أن ينصر الدولة الكافرة التي تقيم العدل فيما بينها ويخزي الدولة المسلمة التي لا تقيم للعدل وزنا فيما بينها .. فهذه سنة الله في الكون الذي خلقه وجعل العدل ميزانه وتجني الشعوب ثمرته تقدما ورخاء ورفاهية في الدنيا قبل الآخرة. وبنظرة سريعة إلي الدول الأكثر تقدما وحضارة ورخاء في عالم اليوم سنجد أن معظمها إن لم يكن جُلًها لا تدين بالإسلام وهذا ليس عيبا في الإسلام كدين بل عيب المسلمين بدليل أنه في صدر الإسلام وتمكنه من قلوب معتنقيه غزا الإسلام الدنيا كلها شرقا وغربا وانتشر لا بالسيف كما يزعم المغرضون بل برُقيه وآدابه وأخلاقه الحميدة التي تحض علي العدالة الاجتماعية واحترام آدمية البشر .. وما إن تخلي المسلمون عن هذه الفضائل وانصرفوا إلي التكالب علي ملذاتهم وتعاهدوا علي دفن الأخلاق وتزيين السفاسف بدعوي التحضر حتي طفا علي السطح التوافه في كل مجال وأصبحوا مائدة شهية للغرب الذي طبق أخلاق الإسلام بغير دين فحقت لهم ريادة العالم لتطبيقهم ميزان الله في الأرض الذي وضعه لتستقيم به الحياة بغض النظر عن الآخرة وسنظل هكذا إلي أن نفيق ويتحقق العدل مهما كانت النتيجة والتضحيات وغير ذلك سنسير في طريق طويل إلي الخلف !!