نىكولا ساركوزى اجمعت القوي الاوروبية علي ضرورة عودة الاستقرار إلي الاراضي المصرية نظرا لما تمثله مصر من ثقل دولي. وقد رحبت دول العالم بالاصلاحات السياسية التي تم اعلانها مؤخرا معربة عن املها في البدء الفوري للعملية الانتقالية السياسية. فقد دعا قادة كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا في بيان مشترك إلي البدء الفوري فيما اطلق عليه »العملية الانتقالية السياسية« منددين بمن يستخدمون العنف أو يشجعون عليه.. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورؤساء الوزراء في ايطاليا سيلفيو برلوسكوني وبريطانيا ديفيد كاميرون واسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو قد اعربوا في بيان مشترك عن قلقهم من الوضع في مصر واكدوا أنهم يراقبونه بقلق بالغ.. من ناحيته سارع الاتحاد الاوروبي في بروكسل إلي دعم موقف القادة الاوروبيين الخمسة اذ دعت مسئولة السياسة الخارجية والامنية بالاتحاد كاثرين اشتون إلي وجوب محاسبة المسئولين عن سقوط قتلي وجرحي. اشتون انتقدت ايضا اعمال العنف مشددة علي ضرورة توفير الظروف والاجراءات اللازمة لضمان حماية المتظاهرين وحقهم في التجمع بحرية. وعبرت عن عميق قلقها من التقارير التي اشارت إلي تعرض المتظاهرين المناوئين للنظام إلي هجمات من قبل مسلحين. وفي لندن ادان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد لقاء مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ما وصفه بمشاهد العنف المذرية. ففي روما صرح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بان نائب الرئيس المصري عمر سليمان عرض عليه خريطة طريق مرحلية لاجراء الاصلاحات اللازمة لانتقال السلطة والخروج من الازمة في مصر حيث طلب عبر ايطاليا الحصول علي دعم اوروبي لها. وقال فراتيني في تصريح له امام مجلس النواب حول تطورات الازمة المصرية ان خريطة الطريق في مصر ترتكز علي ثلاثة اهداف تتمثل في تجنيب البلاد فراغا في السلطة والحيلولة دون حدوث فوضي خارج السيطرة أو حرب اهلية والتوصل إلي اتفاق مع جميع الاحزاب السياسية. واضاف ان النائب الجديد للرئيس المصري اخطره كذلك ان الشعب المصري سوف يدعي إلي استفتاء عام حول حزمة من الاصلاحات الدستورية تشتمل علي الدستور الجديد. وفي هذا السياق ذكر ان سليمان طلب ان تقوم ايطاليا بالوساطة في اوروبا من اجل الحصول علي دعم لخريطة الطريق التي يعتقد بانها ستسمح لمصر بالخروج من الازمة وتلبية التطلعات التي قال انها مشروعة للشعب المصري. وفي برلين اعلن وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيلله انه اكد في مكالمة هاتفية اجراها مع نائب الرئيس المصري علي مطالب الحكومة الالمانية بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.. وقال فيستر فيلله انه اوضح لسليمان بان الجهات الامنية المصرية مسئولة عن سلامة المتظاهرين وان حكومة برلين لن تقبل بقمع مظاهرات سلمية مناشدا اياه البدء فورا بحوار مع جميع قوي المعارضة واجراء اصلاحات دستورية تؤدي إلي تنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وفي مدريد قالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينث ان عملية الانتقال الديمقراطي في مصر يجب ان تبدأ دون تأخير مشيرة إلي ضرورة البدء بحوار مع جميع قوي المعارضة واجراء اصلاحات دستورية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.. واضافت خيمينث ان بلادها تراقب بقلق شديد اعمال العنف التي شهدها ميدان التحرير وسط القاهرة داعية قوات الامن المصرية إلي توفير الحماية للمتظاهرين. وكان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو اكد في وقت سابق دعمه الكامل للتحولات الديمقراطية في مصر داعيا إلي التزام الهدوء والحذر لدي اطلاق احكام وتأويلات حول مستقبل البلاد نظرا إلي عدم وجود تصور واضح لما ستكون عليه.. وفي انقرة اعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن موقف تركيا الواضح حيال هذه التطورات حيث دعا إلي احترام ارادة الجماهير المصرية. وقال مشيرا إلي الاحداث الساخنة في مصر ان الديمقراطية في تركيا جاءت بعد معاناة وهي مستمرة وان الديمقراطية تأتي مرة واحدة ولكن بناء علي طلب الشعب.. وجاء موقف اردوغان هذا تحت ضغوط الرأي العام الداخلي خاصة مع استمرار المظاهرات الشعبية التضامنية مع الشعب المصري في العديد من المدن التركية.. وذكر اردوغان انه اتصل بالرئيس الامريكي باراك اوباما وناقش معه الوضع المصري وهو ما دفع البعض من الاوساط السياسية والدبلوماسية إلي الاعتقاد بوجود ضوء اخطر اميركي لانقرة للاعلان عن موقفها الرسمي تجاه مصر. وفي طوكيو اعربت اليابان عن اسفها ازاء اندلاع اعمال عنف بين متظاهرين مؤيدين للرئيس حسني مبارك من جهة ومحتجين اخرين معارضين من جهة اخري مؤكدة دعوتها إلي تحلي كل الاطراف بضبط النفس.