لا أدري لماذا يذكرني التنافس الصيني مع أمريكا بالقصة الشهيرة للسلحفاة الدؤوبة التي غلبت الأرنب المغرور. فمنذ سنوات والصين تسعي بثبات ودأب لسحب البساط من تحت أقدام الدولار الأمريكي. ونجحت بالفعل في سن التعامل باليوان الصيني والعملات المحلية مع عدد من الدول من بينها مصر والسعودية وروسيا، كما فتحت مراكز لتسوية المعاملات المالية باليوان في بعض الدول منها قطر وكان آخرها روسيا الأربعاء الماضي. وجهودها تٌوجت بضم عملتها لسلة عملات صندوق النقد في 2016. وهوما يعني شهادة ضمان لقوة الاقتصاد الصيني، ودخول اليوان نادي الكبار كعملة بديلة للتعاملات التجارية للدول الناشئة التي تريد فكّ ارتباط اقتصادها بالدولار. فالصين، وعلي خلاف النهج الروسي بمناطحة أمريكا عسكرياً، تري ان إنزال الدولار عن عرشه بمثابة قص »شعر شمشون الجبار». فالدولار أهم أدوات بسط أمريكا لهيمنتها وبناء عظمتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية منذ الحرب العالمية الثانية. وبغزو اليوان للأسواق العالمية تستطيع الصين، وهي اليوم صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا، وأكبر منتج ومصدر للسلع التجارية وثاني أكبر مستورد لها، وصاحبة أعلي احتياطي للعملة الأجنبية »3.11 تريليون دولار» تستطيع إزاحة الأرنب الأمريكي المغرور عن مقدمة السباق. السر هو الاقتصاد يا سادة .. دائماً ما كان كذلك وسيظل .