تأتي المشاركة المصرية هذا العام فى بورصة برلين أكبر حدث للتسويق السياحى على مستوى العالم على أمل أن تصل أعداد السياح الألمان الذين يزورون مصر حتى نهاية هذا العام إلى أرقامها الطبيعية التى كانت عليها من قبل. هذه الاعداد ووفقاً للاحصائيات الموثقة كانت تتراوح ما بين المليون والمليون و200 ألف سائح سنوياً قبل تراجعها بشكل حاد فى العام الماضى. السياح الألمان كانوا يمثلون 25٪ من عدد السياح الروس والبريطانيين »4 ملايين سائح«.. الذين كانوا يزورون مصر قبل قرار الحكومتين بحظر سفرهم إلى مصر فى أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء. باعتبار أن السوق الألمانى يعتمد بشكل اساسى على رحلات الطيران العارض فقد كان شيئا إيجابياً أن يشارك شريف فتحى وزير الطيران هذا العام فى فعاليات بورصة برلين. أنه ومن خلال مسئوليته عن تحديد رسوم الهبوط والاقلاع والإيواء فى كل مطارات مصر التى تستقبل السياح يمكنه أن يقدم ما يمكن من إغراءات لتحفيز شركات الطيران على تسيير رحلاتها السياحية إلى مصر. يدخل أيضا فى هذا الإطار مسئوليته مع وزارة الداخلية عن عملية تأمين مطاراتنا. فى هذا الشأن فليس خافياً ارتباط وزير الطيران بالشأن السياحى المصرى. يأتى ذلك فى ظل تكليفه من القيادة السياسية بملف التفاوض حول عودة رحلات الطيران الروسى إلى مصر وبالتالى استئناف حركة السياحة الروسية. وباعتبار أن السياح هم مسافرون مستخدمون للطيران فإنه من الطبيعى أن تكون السياحة وحركتها ضمن اهتماماته. فى نفس الوقت فإن وجود كل من محافظى البحر الاحمر أحمد عبدالله وجنوب سيناء خالد فودة فى بورصة برلين يعد إثراء لعملية التسويق والترويج من واقع ما للمحافظتين السياحيتين من دور اساسى فى تنمية الحركة السياحية إلى مصر. هذه المشاركة تجىء استكمالاً للجولات التنشيطية التى سبق أن قاما بها خلال العام الماضى الى المانيا للالتقاء بمنظمى الرحلات لبحث سبل تنشيط تنظيمهم لرحلات السياح الألمان إلى هذين المقصدين السياحيين. من ناحية أخرى. وعلى أساس أن بورصة برلين هى ساحة للتواصل بين منظمى الرحلات فى الاسواق المصدرة والمستقبلة للسياح فأن دور ممثلى الشركات السياحية والفندقية المصرية المشاركة يتعاظم من خلال المشاركة المصرية. إنهم ومن خلال لقاءاتهم واتصالاتهم المهنية سواء داخل أو خارج الجناح المصرى. سوف يكونون عنصراً اساسياً وفاعلاً فى عقد صفقات تنظيم رحلات الافواج السياحية إلى مصر من خلال الاتفاق والتوافق على الاسعار والتكلفة. هنا لابد من الاقرار بأن الأمن والامان الذى اصبحت تتمتع بهما مصر والذى تحقق بجهود وتضحيات قواتنا المسلحة ورجال الشرطة.. يأتى على رأس أولويات الاهتمام من جانب منظمى الرحلات فى الخارج. أنه إحدى الأوراق الرئيسة التى يمكن الاستناد إليها فى عمليات التسويق والترويج السياحى حيث إنه كان مبرراً رئيسياً فيما يتعلق بقرارات حظر سفر السياح الى مصر من جانب كل من روسيا وبريطانيا وبعض دول العالم. إن أهمية المشاركة المصرية فى بورصة برلين والتى بدأت مع أول دورة عام 1966 وحتى الآن.. تتركزبشكل اساسى على ضرورة وحتمية الوجود وسط هذا المجتمع من رجال الاعمال السياحيين من كل دول العالم. هذا الوجود يسمح لنا بالعمل لأن يكون لنا نصيب من الدخل المتعاظم الذى يتحقق من وراء حركة السياحة العالمية والذى تجاوز التريليون دولار فى العام الماضى أنفقها أكثر من مليار سائح تجولوا حول دول العالم. المهم هو حسن الإدارة والأداء وحرفية استخدام الأدوات الصحيحة لتحقيق هذا الهدف. لا فضل لوزارة السياحة؟! لا حديث للمجتمع المصرى والعالمى خلال الاسابيع الماضية سوى عن الزيارات التى قامت بها شخصيات سياسية ورياضية رفيعة عالمية لمصر وما يمكن ان يحققه ذلك من عائد للسياحة المصرية التى تعيش فى محنة منذ ست سنوات.. عائد هذه الزيارات السياحية والذى لا فضل لوزارة السياحة أو لاجهزتها فى تحقيقه.. يساوى أضعاف أضعاف العائد المحقق من وراء حملات التسويق والترويج التى تتولاها وتشرف عليها هذه الوزارة وتحمل موازنة الدولة عشرات المليارات من الدولارات. تأتى ضمن الزيارات المهمة للتسويق السياحى وما تحققه من دعاية هائلة لمصر.. زيارة لاعب الكرة الأسطورة «ميسى» نجم نادى برشلونة الإسبانى معشوق مئات الملايين من محبى كرة القدم على مستوى العالم. نظمت هذه الزيارة الناجحة إحدى شركات الادوية المصرية فى إطار الإنجاز الذى حققته مصر طبياً فى عملية مكافحة مرض الالتهاب الكبدى «فيروس سى». فى هذا الإطار من الأهمية جاءت زيارة المستشارة الالمانية ميركل بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث يعلم الجميع قيمة ونفوذ ألمانيا أوروبياً وعالمياً. كان الختام .. زيارة الممثل العالمى ويل سميث مع عدد من افراد اسرته التى قام بها على حسابه الخاص من خلال إحدى الشركات السياحية. العامل المشترك فيما حققته الزيارات الثلاث من عائد للسياحة المصرية تضمنتها زيارة المعالم السياحية المصرية وفى مقدمتها أهرامات الجيزة والتقاط وسائل الإعلام العالمية للصور والأفلام التليفزيونية لهم. يضاف إلي ذلك أتمام هذه الزيارات في أجواء من الأمن والأمان وهو ما أكدوه.. فى تصريحاتهم للوسائل الإعلام العالمية. زاد من أهمية هذه اللقطات التى تداولها مئات الملايين على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الصحف ووسائل الاعلام المختلفة ظهور عالم الآثار المصرى العالمى زاهى حواس مع هؤلاء الزوار متطوعاً لسرد عظمة هذه الآثار المصرية. إن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى وأجهزة الإعلام حول هذه الزيارات يمثل اكبر دعاية ترويجية وتسويقية سياحية لزيارة مصر هذا التأثير سوف يتحقق على اساس ما تمثله هذه الرسائل من تواصل شخصى مباشر مع مئات الملايين من المتلقين. الشىء المؤكد أن عائد هذه الرسائل بما تحويه من دعاية غير مباشرة يفوق مرات ومرات ما يمكن أن تحققه الحملات الدعائية المدفوعة أو التى يكون هدفها الدعاية والترويج بشكل مباشر.