لاشك أن القوات المسلحة - ممثلة في إدارة الشئون المعنوية - قد نجحت بشكل رائع عندما فطنت لفكرة إقامة »الندوات التثقيفية» التي بلغت حتي أول أمس أربعا وعشرين ندوة ، والتي حرصت من خلالها علي نقل عشرات الرسائل المدروسة بعمق إلي عدة جهات بعضها بالداخل وكثيرها بالخارج. وفي يقيني أنها - أقصد الشئون المعنوية - قد حالفها التوفيق في إيصال هذه الرسائل لمقاصدها. ولم يأت ذلك بالصدفة مطلقا، فالمدرسة العسكرية المصرية مدرسة تقوم عقيدتها ومفاهيمها وتوجهاتها علي الرؤية الاستراتيجية الشاملة والمتكاملة والمدعمة بالخطط الاستراتيجية التي تضمن الأداء المميز الموصل للهدف الاستراتيجي ، ومن المؤكد بل البديهي أن قادتها حينما قاموا بإعداد »تقدير موقف» للتحديات والتهديدات المحلية والإقليمية والدولية لم تقتصر رؤيتهم ولم تتوقف سيناريوهاتهم عند حد الاحتياجات التدريبية والبشرية والفنية والتسليحية فقط بل شملت جانبا مهما وحيويا وهو إدارة معركة الوعي داخل وخارج المعركة الكبيرة ، ولذا حرصت القيادة علي تنمية ورفع مستوي الوعي لدي منسوبي القوات المسلحة بكل درجاتهم وإشراك الشعب وتحقيق التواصل المطلوب معه ولم يغب عنها إعلام الخارج بمغزي التحرك هذا كله في نفس الوقت الذي تقوم فيه برفع الكفاءة القتالية وتنويع وتحديث أسلحته وأنظمته وخططه لتتلاءم مع المستجدات في المنطقة والتحولات الكبيرة التي طرأت علي مفاهيم وواقع الأمن الاقليمي والدولي ، ومن المسلمات هنا ان قياداتنا السياسية والعسكرية قد أحسنت قراءة ما ستئول إليه جغرافيا العالم خلال العقد القادم ونتيجة الانقلابات الاستراتيجية التي بدت بشائرها في الظهور خلال الشهور المنصرمة.. فالقوات المسلحة - في تقديري - تدير مجموعة من المعارك بوعي وحرص شديدين ، وليست معركة واحدة ، وعلي اكثر من جبهة ، ومنها معركة الوعي المنوط بالشئون المعنوية تصميم وتخطيط وتنفيذ مفرداتها . وكانت النسخة الأخيرة التي عرضتها يوم الخميس الماضي وحضرها السيد الرئيس والسيد القائد العام وثلة من رجال القوات المسلحة والشرطة نموذجا فريدا وعاكسا لواقع مطمئن ، وقد أحسنت الشئون المعنوية اختيار متحدثيها بذكاء ، وقد كانوا موفقين جدا فيما تناولوه وما أحدثوه من عمق أثر، وجاء تعليق السيد الرئيس - كعادته - متمما لهذه المنظومة الفكرية والانسانية المؤثرة.. من هنا يمكننا ان نزداد قناعة بأهمية الدور الذي تقوم به الشئون المعنوية داخل منظومة القوات المسلحة الشاملة ، ليس علي مستوي هذه الندوات التثقيفية الدورية التي تزداد درجة نجاحاتها مع الايام فحسب بل امتداده لما تنتجه من مواد إعلامية متعددة ومنحها للقنوات التلفزيونية لإذاعتها بصورة منتظمة وهو أمر لم يكن متاحا من قبل بهذا الزخم إيمانا منها بأهمية التواصل مع الشعب ووضعه في الصورة بهدف إشراكه وزيادة تفاعله بما تقوم به قواته المسلحة سواء في الاستعداد المستمر لمعركة الإرهاب أو لعرض نتائج ما يحققه أبناؤه في ساحة معاركه بما فيها معركة البناء والتعمير.. الخلاصة..أن إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تقوم بدور في منتهي الأهمية وتؤديه بانفتاح ووعي وإدراك وفهم لطبيعة المرحلة ومتطلباتها تستحق عليه التحية والتقدير. فشكرا لقواتنا المسلحة علي دعمها المستمر لكل ما يزيد من وعي ومشاركة أبناء الوطن، وشكرا لإدارة الشئون المعنوية علي مجهوداتها التي تدار بذكاء واستيعاب للدور.