في القاهرة قلب الوطن العربي، يشهد جاليري النيل بالزمالك وحتي الخميس القادم، محاولات الفنانة التشكيلية الكويتية مني الدويسان في البحث عن »فارس»، وسط كل مخزون التراث الشرقي والعربي. في قصيدته الشهيرة قال الشاعر الكبير نزار قباني: دخلوا علينا/كان عنترة يبيع حصانه بلفافتي تبغ /وقمصان مشجرة / ومعجون جديد للحلاقة، في كناية عن سقوط »فارس الشرق» أمام الغزو الثقافي الغربي، وهو مادعا الكثير من الفنانين إلي قطع مسافات طويلة عبر التاريخ لمحاولة استحضار هذا الفارس ،إلا أن أهم مايميز تجربة الفنانة الكويتية مني الدويسان هو استخدامها لعنصر الخزف في توافقات متباينة لتصنع لوحات تجريدية ذات أصالة بدت واضحة من اختيار مجموعات لونية ترابية أشبه بجداريات الكهوف، والاعتماد علي اشكال وحروف أمازيجية مبهمة وكلمات من أغاني شعبية كويتية وزخارف نباتية اسلامية، ليظهر فارسها في النهاية وكأنه خليط من كل الثقافات القديمة لكنه يرتدي حلة المعاصرة من خلال تقديمه في لوحات تجريدية حديثة. تصهر النار الخزف ليظهر بلونه الحقيقي، بين المسطحات البارزة من الدروع والخوذات وصراعات الأشكال، فهي كل ماتبقي من »فارس الشرق» كما تراها مني الدويسان ،في انتظار أن يبعث من جديد ليمتطي جواد الحلم بعد أن يلقي لفافات التبغ في وجه الغزاة.