إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا أكتب إليك سيدتي وأنا في دوامة من الحيرة والقلق تكاد تبتلعني، وتقضي عليَّ. لم أتخيل أنني سأقف في يوم من الأيام في ذلك الموقف، لكنه القدر الذي يرمي بنا في طرق لم نرتدها من قبل، ويواجهنا باختبارات لا قبل لنا باجتيازها. وها هي حكايتي من البداية للنهاية. أملا في أن أجد عندك اشارة تقودني إلي طريق الأمان!كنت في بداية حياتي شابة جميلة، تتطلع إلي المستقبل بحب وأمل، وكان الكثير من الشباب يتهافتون علي التقرب مني، والفوز بقلبي. عشت هذه الفترة ملتزمة بالأخلاق، متمسكة بالمباديء والمثل، حريصة علي أن أكون جميلة الروح والأخلاق لا الشكل فحسب. لكن القدر رسم لي طريقا بعيدا عما تمنيته، وحلمت به. تزوجت زواجا تقليديا بلا حب ولا عاطفة. استسلمت للمكتوب وقلت في نفسي: يمكن أن يأتي الحب بعد الزواج. لكنه بكل أسف لم يأت فقد كان زوجي عصبيا للغاية، يثور لأتفه الأسباب، فلم أشعر معه يوما بالمودة والرحمة التي هي جوهر الرباط المقدس كما جاء في القرآن الكريم. واكتشفت انه مريض نفسي. صبرت علي المكتوب، خاصة انني رزقت منه بخمسة أولاد. قد تندهشين من هذه الذرية الكبيرة رغم افتقاد الحب والمودة والرحمة. لكني أقسم لك ان العلاقة الحميمة بيننا لم تكن إلا مجرد وظيفة ضمن وظائف ومسئوليات الزواج. لم أشعر معه يوما بالمتعة أو السكينة أو الأمان. وعندما تعبت من هذه الحياة الصعبة طلبت الطلاق، لكنه رفض بحجة الأولاد. وهو نفسه السبب الذي جعلني أصبر طويلا حتي نفد صبري، واعتل جسدي، وأصبحت لا أستطيع النوم، ولا أتوقف عن البكاء. ذهبنا لطبيب نفسي، فقال انني احتاج إلي جلسات منفردة. وبدأت الجلسات، وبعد فترة شعرت بعاطفة قوية نحو الطبيب، وبادلني هو نفس المشاعر، فقد تلاقينا في نفس الألم، وعرفت انه يعاني مع زوجته مثلما أعاني مع زوجي. المشكلة الآن هي عذاب الضمير. انني زوجة لا أزال رغم انه زواج صوري كما شرحت لك. لكنني لا أستطيع ان أتقبل فكرة الخيانة ولا أستطيع ان أطلب الخلع لأن ظروفي المالية لا تسمح بذلك. أنا في نار من الحيرة والقلق وعذاب الضمير. بالله عليك ماذا أفعل؟! المعذبة ن. ن الكاتبة: قصتك مؤلمة، ومعاناتك الطويلة قاسية. أتعاطف معك بشدة وأحاول أن أفكر معك بصوت عال. أولا: لن نناقش مسألة الاختيار الخاطيء غير المدروس في زواجك فإذا فعلنا ذلك سنكون أشبه بمن يبكي علي اللبن المسكوب! لكنه حدث، ودفعت سنوات من عمرك في هذه الزيجة التعيسة، وأنجبت خلالها خمسة أولاد! والآن فاض بك الكيل، ولم يبق لديك أية قدرة علي المزيد من التحمل لهذا الجفاء، وتلك العصبية، وافتقاد المودة والرحمة ولمسة الحب أو التعاطف من زوجك. وعندما مرضت وذهبت إلي الطبيب النفسي، لم يرحمك هو الآخر، بل تجاهل القسم الذي حلف عليه، وهو ألا يستغل آلام مرضاه، ولا يتورط في علاقة مع أحداهن، بل حدث المحظور، ووقعتما في فخ خطير، ودخلتما في علاقة عاطفية! والآن.. ما العمل؟ أري ان تلجئي إلي أحد كبار العائلة، والدتك، والدك، أو أي شخص له كلمة يحسب حسابها وان تطلبي منه ان يقف إلي جانبك للحصول علي الطلاق، لا الخلع. ومعك كل الحق في هذا الطلب طبقا لما ذكرته. فزوجك مريض نفسي، يعالج منه، وهو عصبي، صعب المراس، ثم ان مرضك الآن دليل آخر علي ذلك. اطلبي الطلاق بإصرار. فهذا حقك، أما الطبيب سامحه الله فسوف يظهر مدي صدقه عندما تصبحين حرة. اذا كان يحبك حقا فسوف يتزوجك (وإن كنت أشك في ذلك) وان كان كما أعتقد يحاول استغلال ضعفك وألمك ومحنتك فسوف يفر هاربا من المشهد كله. وعندئذ لا تصدمين، فالرجل الذي خان القسم الذي يحلف عليه، من السهل عليه أن يخون الوعد الذي قطعه مع امرأة تورطت عاطفيا معه بسبب مرضها، وضعفها، وحرمانها من لمسة حنان. المهم الآن ان تخوضي معركتك للحصول علي الطلاق. وبعدها فكري في موضوع الدكتور!!