إلي متي ستظل القضية الفلسطينية قضية الفرص الضائعة؟ أكثر من نصف قرن والفلسطينيون يقاتلون من أجل إقامة دولتهم المستقلة علي أرضهم وعاصمتها القدس الشريف.. ومع ذلك كلما لاحت في الأفق فرص الحل وانهاء هذا الصراع الدامي تراجعت الفرص مرة أخري وتبدد الأمل أمام تعنت إسرائيل وإصرارها علي احتلال الأرض وما عليها وحرمان الفلسطينيين من حقهم الطبيعي في اقامة دولتهم.. ويتبدد الأمل أيضا ليس لمجرد تعنت إسرائيل ولكن للمساندة والتأييد الكامل من الولاياتالمتحدة لجميع مطالب إسرائيل التي تتذرع دائما بحجة الأمن وتأمين حدودها اللا محدودة ومواطنيها القادمين من أنحاء العالم ضد هجمات العرب والمتطرفين والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة إلي غيرها من الأساليب التي تتحدث عنها إسرائيل والعالم الغربي بانها عمليات إرهابية وليست عمليات مقاومة ضد احتلال بغيض غير مشروع. المتغيرات الدولية والأحداث العالمية التي يشهدها العالم بين الحين والآخر تلقي بظلالها علي القضية الفلسطينية وحين تظهر في الأفق أزمة عالمية تهتم بها الولاياتالمتحدة وأوروبا يتراجع بطبيعة الحال الاهتمام بالقضية الفلسطينية. وحين يهدأ العالم نسبيا أو تتعرض الإدارة الأمريكية لمواقف سياسية داخلية أو خارجية تؤثر علي مصداقيتها ووضعها الدولي نراها تركز اهتمامها بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. وستظل الفرصة الكبري الضائعة لانهاء هذا الصراع الدامي هي الفرصة التي لاحت في الأفق والتي كانت غير تقليدية بزيارة الرئيس الراحل أنور السادات رحمه الله إلي القدس بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش المصري علي إسرائيل في حرب أكتوبر المجيدة عام 3791. وتوالت الفرص بعد ذلك الفرصة تلو الأخري وتبدلت الأوضاع الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحائط برلين وقيام الاتحاد الأوروبي وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 1002 وتوالت الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتداخلت المصالح العربية والاجنبية وتشابكت بعد غزو العراق للكويت واجتمع وزراء الخارجية العرب بحثا عن حل للقضية الفلسطينية أو علي الأقل وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأرض المحتلة وأصرت إسرائيل علي بناء المزيد من المستوطنات وقرر العرب اللجوء إلي مجلس الأمن الذي تسيطر عليه الولاياتالمتحدة المؤيدة لإسرائيل علي طول الخط وما تزال الفرصة تضيع الواحدة تلو الأخري وعلينا الأنتظار!!