بعد إختفاء استشعره العالم طوال السنتين الماضيتين لشخص وأية أنباء عن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إلا من آثار سياساته الحمقاء التي عكست معاناة وسلبيات جساما علي الشعب الأمريكي وامتدت بلا حكمة أو اتزان لتحرق وتبيد الأخضر واليابس وتحتل دولاً ذات سيادة وفي مقدمتها العراق عام 3002. طل علينا »بوش الابن« أخيراً بمذكراته في كتاب أسماه »نقاط القرار« معتقداً أنه بصفحاته وسطوره سيتمكن من تجميل صورته وتبرير قراره ومعه إدارته بغزو العراق لحوزة صدام حسين لأسلحة دمار شامل من بيولوجية وغيرها. وما أن تم نشر هذا الكتاب بما احتواه من »أكاذيب ومغالطات وخلط للأوراق« حتي ظهرت ردود فعل سياسية وإعلامية للرد أو التعليق كان من أبرزها ما نشر في الصحف الأمريكية والأوروبية والتي ركزت أن جانباً من هذه المذكرات نقل »بالعبارات والحروف« أي »بالنص« عن مذكرات لقادة عسكريين أو سياسيين سبق نشرها في فترة سابقة.. بالإضافة إلي ما جاء به علي لسان »بوش الابن« صراحة أو إيحاء بأن يقينه »الذي تكشف أنه أكذوبة« عن حوزة صدام حسين لأسلحة دمار شامل استوحاه من معلومات لزعماء عرب وأوروبيين!! وفي إطار هذا السياق كانت »سقطة بوش الابن الكبري« في مذكراته وكتابه عندما ذكر أن الرئيس حسني مبارك حذره من امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين لأسلحة بيولوجية قبل العزو الأمريكي للعراق وهو ما رد عليه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية برد حاسم - بمواقف نعلمها جميعاً وعاصرها الشعب المصري والشارع العربي إبان تلك الأحداث - بتحذير الرئيس مبارك من الإقدام علي غزو العراق لمخالفة ذلك للشرعية الدولية. وذكر المتحدث الرسمي أيضاً أن نفس النصيحة والمخاوف وجهها الرئيس مبارك للرئيس »بوش الأب« عندما كان لديه احتمال لمواصلة عملية »عاصفة الصحراء« التي حُررت بها الكويت - للتحرك للعراق علي أثرها لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين حتي لا يتحول الرئيس الأمريكي من »محرر الكويت« إلي غازٍ للعراق وهو ما استجاب له »بوش« الأب بالفعل. وتبقي »الكلمة والحكمة« التي يمكن أن يوجهها الشارع العربي خاصة »شعب العراق الشقيق« والشارع المصري بمواطنيه ومؤسساته وقيادته - بكل صدق ووضوح - للرئيس الأمريكي السابق »بوش الابن« بعد خلطه الأوراق في مذكراته التي أصدرها مؤخراً. 1 - كان عليك الاستماع لرواية والدك »بوش الأب« عن حقيقة موقف مصر.. وهل نقل لك نصيحة الرئيس مبارك قبل غزوك للعراق؟! فإذا كنت تجاهلتها فالذنب عليك أكبر.. وإذا لم يكن نقلها لك فالاعتذار منكما واجب. 2 - أنصحك بقراءة كتاب »الهزيمة - لماذا خسروا العراق« للصحفي والكاتب والمراسل الخارجي في الصحافة البريطانية »جوناثان ستيل« ولعل سطور قليلة منه توضح الكثير.. أوردها: »صحيح أن صدام كان مكروهاً من قبل معظم العراقيين بحلول عام 3002 ولكن من المضحك التفكير بأن الشعب العراقي سيرحب تلقائياً بالغزو ويتعامل مع المحتلين علي أنهم محررون والغربيين بسجلهم الحافل بالشرق الأوسط سيبقون من أجل تعليمه كيف يحكم نفسه بنفسه!!« هذا كلام لشاهد من أهلكم.. فما رأيك؟!