أحد الحكماء قالها من زمان: »مادمت مستقيماً فلا يهمك إذا بدا ظلك أعوج«. الحكيم هنا من الحكمة وليس لفظ الحكيم الذي كان يطلق علي الطبيب من عينة الذين يرفضون ما ينص عليه قانون الضرائب علي الدخل بإلزام الأطباء بإمساك دفاتر ومنح مرضاهم فواتير! الذي أفهمه أن المتهربين من الضرائب هم الذين يرفضون تطبيق القانون وتحصيل حق الدولة في الضرائب المستحقة علي الأطباء وعلي غيرهم من أصحاب المهن الحرة أو غير الحرة.. ولكن أن يأتي الاعتراض من رجل بحجم وقيمة د. حمدي السيد نقيب الأطباء فهذا ما لا أفهمه! من حق النقيب أن يدافع عن أبناء مهنته مطالباً الضرائب بالاعتراف بالمصروفات التي يتحملونها للحصول علي الأبحاث والتدريب ، ولكن ليس من حقه مهاجمة وزير المالية د. يوسف بطرس غالي لكونه يريد تطبيق القانون! الوزير يا سيادة النقيب لا يريد »جرجرة« الأطباء إلي المحاكم الجنائية .. هو يلاحقهم بالقانون الحالي والسابق، والأطباء بالطبع لا يمكن أن نضع فوق رأس كل منهم ريشة!. لا داعي للتشنج ووصف وزير المالية بأنه »كبير البصاصين« لمجرد محاولته ملاحقة المتهربين من الأطباء! أنا شخصياً مع الوزير عندما يقرر استخدام كل يملكه من وسائل لتطبيق القانون واعتبار من لا يمنح فاتورة متهرباً حتي لو بعث بما أسماهم النقيب بالبصاصين إلي عيادات الأطباء للتأكد من التزامهم بالقانون وإحالة المخالفين للمحكمة الجنائية بتهمة التهرب وهي عقوبة مخلة بالشرف ولا يستحق مرتكبها سوي السجن! أنا مش فاهم.. لماذا يخاف الطبيب المستقيم فالفاتورة ليست بدعة والعالم كله يطبق نظامها لدرجة أن بعض الدول الأوروبية لا تلزم الممولين وحدهم بذلك بل تلزم أيضاً المستهلكين الذين يحصلون علي خدمات الباشوات أصحاب المهن.. وكون الأمور كانت سداحاً مداحاً قبل ذلك فالمنطق يقول إن ذلك لا يمكن اعتباره حقاً مكتسباً للأطباء أو لغيرهم! استقيموا يرحمكم الله.. ولا يهمكم إذا بدا ظلكم معوجاً.. كما قال الحكيم!