الانتخابات وأولوياتنا الوطنية

تري ما هي أولوياتنا الوطنية في المرحلة القادمة ؟.. ثمة من يري أن موسم الانتخابات البرلمانية الذي سيستمر حتي نهاية نوفمبر المقبل .. من شأنه أن يزيد الأجواء سخونة بالحوارات والمناقشات المنتظرة .. لتشغل الناس وتحرك الدماء في أوردة المجتمع .. ولكن هل الانتخابات البرلمانية في حد ذاتها أولوية وطنية ؟ أم أنها بحاجة إلي مبادرات حقيقية تحملها للناس وتقنعهم بها .. وتدفعهم إلي المشاركة فيها .. أو إن شئت إلي منظومة من الأولويات الأخري التي تمهد لها الطريق لتكون موسم اتفاق وتلاق .. وجامع وعابر للاختلافات وأرضية مناسبة للعبور نحو مراجعات شاملة .. ومرحلة جديدة تطوي صفحة مما سبق .. وتعيد تحديد اتجاه "بوصلة" المجتمع الي "القبلة" الصحيحة .. والهدف الواضح.
ثمة سجالات عنيفة وغير مفهومة في مجتمعنا .. سمحت للبعض بالبحث عن قنوات .. أية قنوات للتعبيرعما يفكرون به أو يتصورونه .. و يمكن لهذه السجالات أن تمر بصورة سالمة ومقبولة لو وجدت ما يناسبها من أبواب مشرعة أو "ترددات" جاهزة للاستقبال بدون تشويش .. ولكنها للأسف تقع في براثن الخطيئة ..
لقد سبق ودعونا في وقت مضي إلي مشروع لاستنهاض الهمم .. وكسر حواجز الإحباط والخوف .. فكما قال الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه .. رب همة أحيت أمة .. ونحن بحاجة إلي مشروع قومي ضخم تلتف حوله الأمة .. عنوانه الكبيرالإصلاح .. لأن الاستمرار في هذه السجالات لن يسمم أجواءنا فقط .. وإنما قد يولد لدينا أزمات غير تلك اجتهدنا لمحاصرتها وحلها .. وغير تلك التي قد نكون توافقنا علي تأجيلها.
سؤال العمل ضروري لتحديد أولوياتنا ولتجاوز خلافاتنا ولتطمين الناس في مجتمعنا علي حاضرهم ومستقبلهم ولتفويت الفرصة علي الآخرين للتدخل في شؤوننا .. وهو ضروري أيضا لتمكين قطار الإصلاح في بلادنا من الوصول إلي محطته التي نريدها .. قبل أن يتسارع دوران عجلات قطار نفاد الصبر.
لا أشك بأن مجتمعنا يمر بمرحلة من التحولات .. وهذه وان كانت لها استحقاقاتها المفتوحة علي اي توقع ليست جديدة عليه .. ولا تدعو الي المبالغة في الخوف او اثارة الهواجس وانما تدفعنا الي الايمان اكثر بضرورة التوافق علي ما نحتاجه من اولويات واعتبارات ومقاصد والحذر ايضا مما يفضي اليه هذا الاستغراق في التلاوم والتساجل من نتائج غير مطلوبة.. لا يسعدنا ان يصاب بها مجتمعنا لا قدر الله.