إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا سيدتي.. ما الذي يطلبه الناس من شاب في الخامسة والعشرين من عمره، أراد أن يكمل نصف دينه ويتزوج؟ هل التعجيز همهم الوحيد؟ أرجوك اقرئي قصتي، وأترك لك الحكم النهائي.. أنا شاب من أسرة متوسطة الحال، فلا هي ميسورة ولا هي معذورة، لذلك عندما كنت في الجامعة كنت حريصا علي أن أتجنب الخوض في علاقات عميقة مع زميلاتي، حتي لا تتطور الأمور إلي حب وخطبة وزواج، وتكاليف مادية لن أستطيع الايفاء بها وقتها. كنت اكتفي فقط بعلاقة الزمالة مع من أقابلهم، فهي حل مرض لجميع الأطراف، لاسيما انني كنت بلا عمل، ووضعت نصب عيني هدفا واحدا هو التخرج والبحث عن وظيفة مناسبة، يمكنني من خلالها ان أخطو خطواتي الأول في عالم المسئولية. تخرجت، وكما يقولون »طفحت الكوتة« لكي أحصل علي وظيفة مناسبة، واستقر بي المطاف كعامل أمن في احدي الوزارات، طبعا ليست الوظيفة التي ترضي طموحي المادي ولا الأدبي، لكنها »وظيفة والسلام« بشكل مؤقت حتي أجد شيئا أفضل، فهي وظيفة علي أية حال أفضل من البطالة ومد اليد إلي الآخرين. لدي شقة وصلت إلي المراحل النهائية في التشطيبات، وبدأت رحلة البحث عن »بنت الحلال«، اعتقد ان انغلاقي علي نفسي الفترة الماضية أضاع عليّ أن أتزوج علي الطريقة الرومانسية.. تعارف فإعجاب فحب فزواج، وفرض عليّ اللجوء إلي الطرق التقليدية للزواج، عن طريق الأهل أو المعارف. المشكلة التي تواجهني الآن هي أنني لا أستطيع أن أتزوج قبل أن أغير مهنتي التي تقف حائلا دون اتمام أية زيجة، فكل الأهالي يرون انها غير مناسبة من الناحيتين المادية والأدبية، وتذهب كلماتي هباء عندما أقول لهم ان ما أنا فيه الآن مجرد مرحلة وليست نهاية المطاف، وان القادم أفضل باجتهادي وبحثي عن فرص أخري. أسمع أحيانا تعليقات مهينة، فقد يشكك البعض انني حاصل علي مؤهل عال من الأساس، أو يتهكمون من وظيفة رجل الأمن، كأنما هي سبة علي جبيني، أو كأنني اخترتها من بين آلاف الوظائف التي عرضت عليّ. أعرف انها وظيفة قد يرفضها الكثيرون في مجتمعنا الشرقي، لكن كيف لي ان أواجه تلك العقبة؟ هل أحجم عن الزواج في هذا البلد الذي يعاني نسبة هائلة من العنوسة؟ أرجو أن تنشري حلا ترينه مناسبا لحالتي علي صفحات »رسائل خاصة جدا« المميزة. م.م الكاتبة: مشكلتك ياعزيزي هي مشكلة معظم شباب مصر من خريجي الجامعات الذين يكافحون لسنوات طوال، وينفق عليهم أهلهم كل ما لديهم من مدخرات وأموال حتي ينتهوا من دراستهم الجامعية، ويصبحوا قادرين علي العمل والاعتماد علي أنفسهم تمهيدا لبناء حياتهم المستقلة. لكن ما يحدث في معظم الأحوال ان ينتظر الشاب طويلا حتي يجد الفرصة المناسبة لدراسته، وامكاناته، أو أن يرضي بأي عمل متاح أمامه حتي لا يصبح عاطلا، وفي الوقت نفسه يسعي إلي أن يجد عملا أفضل يحقق له المركز الاجتماعي والعائد المادي الذي يستحقه. أنا شخصيا مع ان يعمل الانسان في بداية حياته أي عمل شريف، مهما كانت بساطته، وعدم مناسبته لقدراته. ورأيي هذا مبني علي تجارب لشخصيات ورموز كبيرة وناجحة تقرأ في قصة حياتهم فصولا مأساويا عن طفولة بائسة، وفقر مدقع، وأعمال دنيا قاموا بها حتي حانت الفرصة، فاقتنصوها، وصعدوا بها. اذن فالانسان المؤمن بإمكاناته لا ييأس، بل يدافع عن قراراته، ويثق ان لكل مجتهد نصيبا. لا تنزعج اذا ياصديقي. ثابر، وكافح، ولا تقف عند نقطة معينة.. طور ذاتك بالكورسات.. تعلم لغة، زود مهاراتك في الكمبيوتر.. ابحث في اعلانات الوظائف الخالية. وفي الوقت نفسه لا تخجل أبدا من عملك.. فالعمل أي عمل مهما كان بسيطا يتحول داخلك إلي خبرة من نوع خاص، تزيد من زاوية رؤيتك للدنيا، وتوسع أفقك وتجعل نظرتك أكثر واقعية ووضوحا لما حولك. أهم شيء ان تثق بنفسك، وتطور ذاتك.. وتنتظر بذكاء أول فرصة..!