عالم النانو تكنولوجي هو عالم جديد لابد أن يدخله بلدنا الغالي. وبناء علي ذلك يتوجب علي الدولة أن تولي اهتماما خاصا لقطاعي التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من خلال منح الحاصلين علي براءات اختراع عالمية الفرصة الكافية لتنفيذ اختراعاتهم. كذلك يجب المتابعة والاهتمام بالحراك التطويري الجامعي في المجال العلمي، والتوسع في دعم الجامعات سواء من خلال إنشاء جامعات جديدة أو من خلال دعم الجامعات القائمة وتحفيز أعضاء هيئة التدريس بالجامعات من ذوي التميز العلمي الخاص في مجال بحوث وبراءات الاختراع، وكذلك استقطاب طلبة الدراسات العليا محليا وعالميا للعمل علي برنامج متقدم في أبحاث النانو ومتطلباته، يرتكز علي احتياجات الوطن في قطاعات متعددة مثل تحلية المياه، والطاقة، والقطاع الصحي والصناعات التحويلية، إلي جانب عقد اتفاقيات بحثية تحت مظلة التوأمة العالمية في الجامعات، وكذلك إنشاء المعامل وعمل التجهيزات اللازمة لتحقيق هدف اللحاق بعالم تقنية النانو تكنولوجي بالاضافة إلي تقييم الحلول والمعالجات للكثير من القضايا التي تمس حياة الانسان. ولقد أسعدني كثيرا ما قامت به دولة شقيقة قررت أن تدخل العالم الجديد عالم النانو تكنولوجيا وذلك بإنشاء معهد للدراسات والتطبيقات لتقنية النانو والتي ينتظرها مستقبل واعد في هذه التقنية الحيوية حيث ستتحول الصناعات المعتمدة علي تطبيقات النانو تكنولوجي إلي أحد المصادر الأساسية للاقتصاد الوطني للبلد خلال السنوات القليلة المقبلة. كما يهدف المعهد إلي توطين تقنية النانو ودعم وتشجيع البحث العلمي في مجال هذه التقنية، وذلك بإقامة شراكات في مجال تطوير وتصنيع منتجات النانو ونشر الوعي العلمي بعلوم النانو وتقنياته وكذلك توفير بيئة عمل محفزة للانتاج. وقد قدم المعهد عشرين منحة »دراسية« في مجالات النانو المختلفة (كيمياء، فيزياء، هندسة، وهندسة حاسب آلي، وعلوم بيولوجية وعلوم صيدلية وطبية، وهندسة ميكانيكية) وقد تم تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة في مجال النانو بميزانية تزيد علي 51 مليون دولار في المرحلة الأولي. وكانت من نتيجة البحث الدؤوب في مجال البحث والتطوير في هذا المعهد المتخصص في تقنية النانو أن تم تطوير نموذجين أوليين تم التوصل إليهما بالتعاون البحثي والتطويري المشترك مع شركة في سلوفانيا وجامعة دلفت في هولندا. المنتج الأول يؤسس لإنشاء مستشفي افتراضي VIRTUAL HOSPITAL يمكن المريض من التعرف علي مختلف المؤشرات الطبية التشخيصية الخاصة بصحته، وذلك عن طريق تطوير جهاز يقوم بتحليل نقطة دم يتم أخذها من طرف أصبع المريض، في بيته أو في أي مكان، وتحليلها آليا بواسطة جهاز محمول صغير يستطيع إنجاز العديد من التحاليل المختلفة مثل سكري الدم. الكولسترول، والفيروسات وغيرها. والمنتج الآخر الذي تم تطويره هو جهاز محمول صغير وسهل الاستعمال من قبل المريض. هذا الجاز يقوم برسم للقلب ورصد الرسم وحفظه في الجوال الشخصي وتحليل النتيجة فورا لمعرفة مدي سلامة القلب واخبار المريض والطبيب فورا كما ان الجهاز مزود ببرنامج يقوم بإرسال نسخة من رسم القلب عن طريق الشبكة إلي ملف المريض في قاعدة المعلومات الخاصة به وتحديد موعد مع الطبيب في حالة وجود خلل في عمل القلب وبذلك لا يقوم المريض بزيارة المستشفي إلا في وقت الضرورة. وهذا بالتالي يؤدي إلي تقليل زيارة المرضي للمستشفي بنسبة تتراوح بين 03 إلي05٪ ما ينتج عنه تقليل النفقات التي تصرف في القطاع الصحي بشكل كبير مما يسهم في بناء الاقتصاد المعرفي. لهذه الأهمية- يحق لبلدنا أن يكون سبّاقا في بناء الاقتصاد المعرفي. وللحديث بقية.